أيام مع جهيمان

الكتاب : أيام مع جهيمان ( كنتُ مع الجماعة السلفية المحتسبة).

المؤلف: ناصر الحزيمي.

الدار : الشبكة العربية للأبحاث والنشر.

الطبعة : الأولى 2011

عدد الصفحات : 183صفحة.

يوثق ناصر الحزيمي تجربته مع الجماعة السلفية المحتسبة ليلقي الضوء على حادثة الحرم وعلاقته بجهيمان, يقدّم للكتاب عبدالعزيز الخضر(مؤلف كتاب السعودية سيرة دولة ومجتمع) قائلاً : ( ذكرى حادثة الحرم قسمت التاريخ في ذاكرة السعوديين إلى ما قبل وما بعد 1-1-1400ه,فاختلفت رؤية كل قضية في المجتمع بعد هذا التاريخ الذي تحوّل معه السياق الاجتماعي كليّاً, وأحدث انقلاباً في المفاهيم والتصورات مازالت آثاره باقية بعد أكثر من ثلاثة عقود).

بدايات : تحت هذا العنوان يتحدث المؤلف عن بداية تعرفه إلى الجماعات الإسلامية, لا كمنتمٍ لها بل كمتدين, ومع بداية الصحوة وانحسار مد التنظيمات الأخرى كانت الفرصة مواتية للتعرف على هذه الجماعات بشكل أكبر من خلال إصداراتها وأنشطتها, ولا ينكر أنه كان مدفوعاً للانضمام دون أن يعي حقيقة المصطلحات حينها ( ثم تعرفت إلى صفة صلاة النبي لمحمد ناصرالدين الألباني, وقيل لي وقتها أنه سلفي يلتزم بصحة الحديث, ولأنني لم أكن أسأل عن شيء حتى لا أوصم بالجهل, لم أفهم من قولهم سلفي إلا بشكل سطحي ).

في مكة : كانت الوجهة لطلب العلم والسكن في بيت الإخوان من أجل ذلك, يصف الجو العام للمنهج العلمي وطريقة العيش المتبعة, ومن  المهام الموكل بها أخوان مكة الترتيب والقيام بكل مستلزمات مخيم الحج, لذلك كانت الفرصة مواتية للتعرف على أفراد الجماعة ومن بينهم جهيمان, يقول المؤلف ( هذا اللقاء الذي تم في الحج , يكاد يكون هو العلامة عندي في تلك الفترة على أنني قد أصبحت أنتمي إلى جماعة سلفية حقيقية).

ثم توطدت العلاقة مع جهيمان بعد زيارات متكررة ورحلات مشتركة كان طابعها دعويّ, ولا يخفي إعجابه بشخصية جهيمان مع بعض الملاحظات من بينها التناقض في شدة خطابه الدعوي من جهة والرواسب القبلية التي لم يستطع تركها من جهة أخرى, يصف طبيعة الحركة بأنها جماعة ثورية وانقلابية واحتجاجية ولكن بطريقتها وشروطها.

في المدينة : كانت الوجهة للاستقرار والإقامة كانت في بيوت الإخوان التي عادة ما يختلف تصميمها عن البيوت الأخرى, ولهم أحياءهم المستقلة , كان الجدول الدعويّ في المدينة مكثفاً, إلا أن هذه المرحلة شهدت انقسامات في تنظيم الجماعة مع دخول عناصر جديدة تحمل ثقافات متعددة , وانعكس هذا التأثير ببداية أزمة وصدامات بين المشايخ والجماعة السلفية , صاحبه خطاب جديد غير مطروق على المستوى العام.

العودة إلى الرياض من جديد : بعد اعتقال عدد من عناصر الجماعة على أثر بلاغات, كانت الوجهة للرياض بهدف عقد اجتماعات لإعادة ترتيب التنظيم, توطدت علاقة المؤلف حينها بالشيخ عبدالعزيز بن باز بعد حضوره للدروس التي كان يلقيها, وتكرر تنبيه جهيمان له بعدم حضور هذه الدروس.

بدأ جهيمان في هذه الفترة بطباعة بعض الرسائل في الكويت ومن ثم توزيعها في المملكة معتمداً على أعضاء الجماعة في عمليات التوزيع, كانت هذه الرسائل تتبنى منهج الشدة في إنكار المنكر.

يتحدث المؤلف عن اعتماد الجماعة على الرؤى بشكل كبير, وكانت المحرك في الحديث عن آخر الزمان, سعى جهيمان لترسيخ هذه الفكرة لدى أعضاء الجماعة, بدءًا من محمد عبدالله القحطاني الذي أقنعه ليكون المهدي المنتظر ومع بداية الترتيب لسيناريو دخول الحرم والمبايعة للمهدي كتب جهيمان رسالة ( الفتن وأخبار المهدي ونزول عيسى وأشراط الساعة ), ثم يتحدث المؤلف عن حادثة الحرم بشكل مقتضب.

الحاكمية الملحمية في فكر جهيمان : في هذا الجزء يقدم المؤلف نقداً لفكر جهيمان المتعلق بالحاكمية وعدم امتلاكه لرؤية شاملة لفقه الواقع, وتحدث عن الآخر في فكر جهيمان .

ملاحظات :

الكتاب لايقدم صورة متكاملة عن أحداث الحرم بل هو عبارة عن مشهد مجتزئ يمثل شهادة المؤلف الذي عايش ( بعض الأحداث فقط ) وبالتالي فمادة الكتاب لاتشبع فضول من يريد التعرف على تلك المرحلة وأحداثها بشكل موّسع.

الملاحق التي تضمنها الكتاب في نهايته ( اللقاءات والخطبة ) لم تكن إضافة للكتاب بقدر ماكانت تكرار لما سبق عرضه في أجزاء متفرقه منه.

طريقة العرض لم تكن مشوقة , ثمة قفزات بين الأحداث وكأنما يهدف المؤلف إلى الاختصار وهو مالم يكن في أجزاء أخرى يعيبها التكرار .

تقييمي للكتاب 2 من 5 .

هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف حياةُ أخرى. الوسوم: , , . أضف الرابط الدائم إلى المفضّلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.