كتاب: المؤمن الصادق
المؤلف:إيريك هوفر
ترجمة:د.غازي القصيبي
يقع الكتاب الذي يتحدث عن أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية في٢٤٢صفحة.تاريخ إصدار الكتاب القديم(منتصف القرن الميلادي الماضي) لايلغي أهميته لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية.
يضم الكتاب ٤أقسام رئيسية، في القسم الأول”جاذبية الحركات الجماهيرية” يناقش الرغبة في التغيير ويحاول معرفة العلاقة بين مستوى التذمر من الأوضاع وبين نشوء الحركات الجماهيرية،كما يتحدث عن الرغبة في بدائل فـ(المحبطين يجدون في الحركة الجماهيرية بدائل:إما لأنفسهم بأكملها أو لبعض مكوناتها،الأمر الذي لايستطيعون تحقيقه بإمكانياتهم الفردية).
وفي الفصل الأخير من القسم الأول يناقش المؤلف التبادلية بين الحركات الجماهيرية فـ(بوسع أي حركة منها أن تحول نفسها بسهولة إلى حركة أخرى ويندر أن تكون للحركة الجماهيرية طبيعة واحدة، فهي كثيراً ماتظهر خصائص من حركات أخرى).
في القسم الثاني يسهب المؤلف في توضيح خصائص الأتباع المتوقعون لأي حركة جماهيرية كالفقراء والعاجزون عن التأقلم والأقليات والطموحون الذين يواجهون فرصاً غير محدودة وغيرهم.
والقسم الثالث المعنوّن بـ(العمل الجماعي والتضحية بالنفس)يبحث في في العوامل المشجعة على التضحية بالنفس والانخراط في العمل الجماعي فـ(نحن عادة،لانبحث عن حلفاء عندما نحبًّ، حقيقة الأمر أننا نعدّ من يشاركوننا حُبّنا منافسين ومعتدين،إلا أننا دوماً، نبحث عن حلفاء عندما نكره).
أما القسم الأخير مخصص لمعرفة أدوار المؤثرين في الحركات الجماهيرية كرجال الكلمة من المثقفين والنخب فـ( لايمكن أن يطول بقاء عهد ما ، برغم عدم كفاءته، إلا إذا كان هناك غياب كامل للطبقة المثقفة،أو كان هناك تحالف وثيق بين الحاكمين ورجال الكلمة). ودور المتطرفين في اشعال الحركات الجماهيرية, والرجال العمليون الذين يضمنون بقاءالوحدة والاستعداد للتضحية بالذات.
ويلخص المؤلف أدوار المؤثرين بالعبارة التالية(الحركة الجماهيرية يخطط لها رجال الكلمة، ويظهرها إلى حيز الوجود المتطرفون، ويحافظ على بقائها الرجال العمليون).
مايميز الكتاب الاضافات التي قام بها المترجم واسقاط تفاصيل الكتاب على حوادث في المنطقة العربية،وسواء اتفقنا مع المضمون أو اختلفنا , فالكتاب جدير بالقراءة.
لفت انتباهي الاختيار! “في الصميم” نعم نحتاج إلى قراءة الأحداث من خلال البعد التراكمي الذي احتفظ به التاريخ, وانطوت عليه الحركات الجماهيرية السابقة؟
صدقت أ.محمد , والتاريخ عادةً خيرُ شاهد.