مدخل : إلى أطفال العالم حيثما لعبوا كنت يوماً ما أحدكم , إلى شيوخ العالم حيثما تعبوا ربما أكون يوماً ما أحدكم.د.سلمان العودة.
طفولة القلب التي آمن بها الشيخ سلمان العودة تتجلى آثارها عبر فصول الكتاب الذي يمثل سيرة ذاتية غير تقليدية.
من بيوت الطين كانت البداية يكتب عنها وإليها تتسلل نفسه لاستعادة الذكريات الجميلة يتساءل حيالها” هل ياترى كانت الحياة حقاً بسيطة وعفوية, أو هي حلاوة الذكرى تزين في عيوننا الماضي فنستلذ به.؟! أو كان ذلك القلب البريء قادراً على تحويل مايدخل إليه من مشاهد ومواقف إلى بهجة وفرح؟!”
خطواته الأولى في مدرسة الحياة فتحت آفاقاً للتساؤل ” أليس من الحكمة أن تنطلق الطفولة على سجيتها تحت سمع الوالدين وبصرهما وتوجيههما“
نقرأ في الكتاب عن العودة (طالباً – معلماً – معيداً ) وتتسع الدائرة وتزداد تبعاً لذلك التطلعات والآمال ولايخلو الأمر أيضاً من تبعات , يوثق الشيخ تجربته مع الإشارة لتجارب من عاصرهم” الشيخ السياسي , والشيخ الفقيه والشيخ الأمام”
يكتب الشيخ عن مرحلة السجن وأيام الابتلاء ” شيء جميل أن نستطيع الالتفات للوراء, دون حنين, ودون ألم, ودون حقد أيضاً , وأن نستخدم القلم لتنظيف الجرح“
وللأوفياء حيز من الذاكرة , الفتى الجنوبي ونسخة الروح والصديق الوفي وأصحاب المفاتيح كانوا حاضرين كمؤثرين في الأحداث ولاغرابة أن يفرد لهم صفحات تحكي عمق العلاقة .
اقتباسات:
1- الحياة تحدّ يستفز كوامن القوة, وبغير هذا التحدي يفقد الإنسان طعم الإنجاز والنجاح والمحاولة.
2- إن مدرسة الحياة هي أعظم جامعة يتلقى فيها المنتمون أفضل الدروس, لكن بعد أن يدخلوا الاختبار.
3- الطريق الذي يسعك يجب أن يسع الآخرين, وتنظيم الحياة لايعني توقفها, بل يعني محاذرة الصدام ماأمكن.
4- ” اقرأ” كانت النداء الأول ولكنها النداء الدائم أيضاً , المتصل, المتواصل,السائر إلى المنتهى.
5- ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى, وليس ثمة مستحيل طالما صدق العزم, وتمّ التوكل.
6- الفهم السهل الواضح للتدين والإيمان معنى مشترك يجب أن يوظف للتواصل والحب والتسامح وحسن الظن.
7- الحياة تعلمنا التفاؤل, وتذكّرنا بأن الخروج من سطوة الحاضر الضيق يكون بنظرة إلى القادم الأوسع.
8- التسامح يجعل أعباء الحياة أقل ثقلاً مماهي عليه.
9- من يفقد مصداقيته مع نفسه يفقد قدرته على الاستمرار والعطاء, ومن يتصالح مع نفسه سيتجاوز عثرات المحيط.
10- افرح بإنجازك ولو كان صغيراً, وإياك أن تصنع له تمثالاً بين عينيك يمنعك من رؤية الفرصة الجديدة.
ملاحظات:
1- أصل مادة الكتاب مقالات كانت تنشر بمجلة وموقع الإسلام اليوم.
2- يقع الكتاب في 586صفحة.
3- قُمرة الضوء مساحة مخصصة في آخرالكتاب لعرض مجموعة من الصور الخاصة.
إضاءة: حسن الظن بالله مدرج لتحرير الطاقة من القيود, وتأهيلها للعمل والانطلاق, فلاشيء كالأمل يحدو إلى العمل.
يحق لي أن أهنئك بهذه القراءة لهذا البطل!
شكراً لك , والقراءة للشيخ سلمان تجربة إضافية.
كان الوقت بعد صلاة العصر وأنا أدخل مكتبة عامة لمزاولة هوايتي المفضلة القراءة ، كنت أبحث عن كتاب بعينه إلا أن بصري لمح كتابا بعنوان ( طفولة قلب ) جذبني العنوان .. أنزلت بصري إلى الأسفل لأرى من مؤلف هذا الكتاب وإذا به سلمان العودة .
لا أفشي سراً إن قلت أني من النهمين لكتاباته وكتبه وبرامجه ..فتحت أول صفحة .. قرأت المقدمة ..أعجبتني ..جلست على الكرسي أقرأ الكتاب ناسيا الكتاب الذي جئت من أجله .. مضى الوقت كأنه لحظه .. لم يوقف متعة قراءتي إلا أذان المغرب ..
صليت المغرب وتابعت قراءتي .. المهم لم أترك الكتاب إلا وقد قرأته كاملاً .. تنوعت حالتي وأنا أتنقل بين صفحاته وتنوعت قسمات وجهي فتارة أضحك وتارة أتأمل وتارة أمسح الدموع من عيني .
لا أنسى كتابته أول الكتاب بخط يده ( إلى أطفال العالم .. حيثما لعبوا كنت يوماً ما أحدكم ..
إلى شيوخ العالم .. حيثما تعبوا ربما أكون يوما ما أحدكم
سلمان العودة
25-2-1432هـ
29-1-2011م
الرياض
سيرة ذاتية لما مضى من حياته يأتي بها بضمير الغائب ..
حيّاك الله، اشكرك على الإضافة