من الفيراري إلى الحكمة!

“بالنسبة لي, الحياة ليست شمعة قصيرة العمر, بل هي نوع من المشعل الرائع الذي أمسك به في الوقت الراهن, وأريده أن يلمع اشتعالاً بقدر الإمكان قبل أن أورثه إلى أجيال المستقبل” يتصدر هذا الاقتباس لجورج برنارد شو قصة (الراهب الذي باع سيارته الفيراري) لروبن شارما , لم يكن مجرد اقتباس بل بمثل التوجّه العام للقصة.

تُصنف القصة ضمن اصدارات تطوير الذات فـ “جوليان” الشخصية الرئيسية للقصة اهتدى للحكمة بعد سنوات طويلة تسربت فيها سنوات عمره واستنزفت طاقته قبل أن يفيق جراء نقطة التحول التي تمثل الفصل الأول من القصة , وحتى تؤتي الحكمة ثمارها كان لزاماً أن ينقل ما تعلمه من حكماء السيفانا إلى غيره ويحمل المشعل ليضيء حياة الآخرين .

تحتوي القصة على مجموعة من الفصول القصيرة , تشكل في مجملها لقاء بين المحامي السابق جوليان وصديقه جون بعد سنوات من الانقطاع تغيرت فيها طريقة حياته, في هذا اللقاء يسدي جوليان إلى صديقه مجموعة من النصائح وخلاصة تجربته في رحلة البحث عن الحكمة.

طريقة عرض القصة تجذب القاريء , حيث ينتهي كل فصل بملخص خطة عمل يتضمن بعض الفضائل والأساليب التطبيقية والاقتباسات الواردة في الفصل .

وإليكم بعض الوقفات والاقتباسات من القصة :-

– أحلام الحالمين العظماء لاتتحقق أبداً, بل تتسامى دائماً.

– إنك لن تستطيع أن تحب من حولك الحب الحقيقي إلا إذا برعت في فن حب ذاتك أولاً, ولايسعك أن تلمس قلوب الآخرين إلا إذا فتحت قلبك لنفسك .

– الحياة ليس فيها أخطاء, ولكن دروس. لاوجود لشيء يدعى التجربة السلبية, ولكن ثمة فرصة للنمو, والتعلم, والمضي قدماً على درب التمكن من الذات . فمن الصراع تنبع القوة. وحتى الألم من الممكن أن يكون معلماً بارعاً.

– عندما يلهمك هدف عظيم, أو مشروع استثنائي, تتخلص كل أفكارك من قيودها, ويسمو عقلك على الحدود والقيود, ويتسع وعيك في كل الاتجاهات , وتجد نفسك في عالم جديد,عظيم,رائع.وتبعث القوى, والإمكانات, والمواهب الكامنة بداخلك للحياة, وتكتشف أنك إنسان أعظم مما كنت تحلم بكثير.

– إن العقل خادم رائع, ولكنه سيد بشع.

– إن المسئولية تجاه جميع أفكارك هو ثمن العظمة.

– ليس هناك نبل في أن يكون المرء متفوقاً على شخص آخر.ولكن النبل الحقيقي يكمن في تفوق المرء على شخصيته السالفة.

– إن كل لحظة تمضيها في التفكير في أحلام غيرك توازي لحظة ضائعة تبعدك عن أحلامك.

– بعض الكتب يراد تذوقها, والبعض الآخر يراد تدبرها, والبعض الثالث يراد التهامها.

– مصدر السعادة هو الحكم السديد, ومصدر الحكم السديد هو التجربة, ومصدر التجربة هو الحكم السيء

– الألم هو عادةً البشير بالتطور الشخصي, لاتخشه, بل تقبله عن طيب خاطر.

– إن الحرية مثل البيت:يبنى لبنة لبنة. وأول لبنة يجب أن تضعها هي قوة الإرادة. فهذه السمة تلهمك عمل الصواب في أي موقف أياً كان. فهي تمنحك الطاقة لكي تتصرف بشجاعة, والقدرة على عيش الحياة التي تخيلتها لنفسك بدلاً من تقبل الحياة التي تعيشها.

– ينسل الوقت من بين أصابعنا مثل ذرات الرمل, فلاسبيل لأن يرجع ثانية. وهؤلاء الذين يستغلون وقتهم بحكمة من سن مبكرة ينعمون بحياة ثرية, ومثمرة, ومشبعة.

– أعلن الحرب على الأفكار الدنيا التي تسللت إلى قصر عقلك, وستكتشف أنها ليست محل ترحيب وتغادرك كما الزائرون غير المرغوب فيهم.