الذين لم يولدوا بعد

من بعيد يأتي ليزورنا , وكل آت قريب

لايخلف موعد زيارته أبداً , لكن موعده يختلف بيوم أويومين ..

رمضان على الأبواب يكاد يطرقها , فلاتفتح له.

بهذه الجملة الغريبة يبتديء المؤلف أحمد خيري العمري كتابه ” الذين لم يولدوا بعد ” من ضمن سلسلة ضوء في المجرة .

ولقد أحسن صنعاً حين شدّ القاريء عبر  طلبه السابق ” لاتفتح له ” والإجابة عن التساؤل ” لماذا ؟” ستتضح عبر صفحات الكتاب ..

عزمت هذا العام على قراءة الكتاب مبكراً حتى لاأتحسر كما فعلت بعد قراءتي الأولى العام الماضي , حين كان الشهر قد طوى بعض أيامه بينما كنتُ كمن يستكشف ماهيته للتو .


الكتاب الذي يحاول فيه المؤلف الاضاءة على معاني قيميه لرمضان من خلال زوايا جديدة لم نعتدها , لم تكن عبارة ” لاتفتح له “ خطأ مطبعياً , بل كرر مراراً أنه عندما يقبل رمضان هذا العام علينا أن نوصد الأبواب جيداً ونرفع مستوى التحصينات , علينا أن نفعل ذلك إذا كان رمضان سيمر على حياتنا كما مرّ في السنوات السابقة , علينا أن نفعل ذلك إذا كان رمضان سيكون مجرد ضيف يزورنا كل سنة ويمكث شهراً ثم يمضي دون أن يترك أثراً , إذا كان سيكون مجرد شهر قمري آخر , يبتديء برؤية الهلال , وينتهي برؤيته أو عدم رؤيته!


لكن المؤلف سرعان مايذكر أن كافة التحصينات لن تحقق مرادها , لن نتمكن من منع هذا الضيف من القدوم , لإنه سيتسلل ولن يبالي إذا وجد الأبواب والنوافذ مغلقة بإحكام أو مشرعة مفتوحة , فهذا الضيف لايريد استقبالاً مادياً على السجاد الأحمر او من خلال اضاءة الأنوار , وبما أن دخوله متحتم في كل الأحوال , فليكن فتحنا مختلف , وليكن فتحاً مبيناً .

رمضان شيء مختلف يتسامى عن الاستعداد الاستهلاكي له , والفتح المبين أكبر من فتح الناس لجيوبهم وخزائنهم .

ففي قلوبنا مغارات وكهوف مغلقة وأراضي مجهولة وبقاع سرية وأماكن أخرى لايعرفها أحد , حتى نحن نجهل عنها الشيء الكثير , وفي قلوبنا كذلك أقفال وعلى الاقفال متراس ومزلاج وعليه أيضاً بيت عنكبوت وعش حمامة , ولم يقترب من القفل أحد.

لذا يشدد المؤلف على أن نفتح لرمضان قلوبنا قائلاً ” مدّ يديك نحو القفل , دع هلاله يكون المنجل الذي يمزق بيت العنكبوت , لابأس إن طارت الحمامة وارتعبت , ارفع بيدك المزلاج الضخم -سيصدر صريراً مرعباً – وربما يكون ثقيلاً قليلاً , اجمع قواك واستجمع أعصابك وأرفعه ..

ومدّ يدك نحو القفل وافتحه..

دع رمضان يدخل

ليكن رمضان هذا العام مختلفاً ولامانع أن ندعه رمضان الأول لنا

اشارات من الكتاب :-

– إذا دخل رمضان حقاً إلى قلوبنا سيكون أول رمضان لنا .

– رمضان فرصة حقيقة للتقرب خطوات وخطوات من الله , وللامتناع عن المعاصي , والمواظبه على الصلاة.

– رمضان فرصة عظيمة للتذوق الحقيقي للإيمان , ومن ذاق عرف , ومن عرف اغترف!

– إذا لم تعلق الصنارة في رمضان , فمتى ياترى ؟

– رمضان ليس من أجل رمضان , رمضان من أجل بقية السنة .

– رمضان يمنحنا فرصة الاصطبار , ومحاربة الكسل , وقتل العجز .

– إذا لم يكن رمضان هو الذي يجعلك تكتشف في القرآن قصة حياتك , وتقرأ فيه مصيرك وتجد فيه قرارك , فإني متأسف , أظن أنك لن تجد شيئاً في حياتك .

– فتش عن رمضان بعد رمضان.. فإذا كنت تجد أنك بعد رمضان , قد اقتربت من الله خطوة , بتلك الطاعة هنا وبترك تلك المعصية هناك , فاعلم أنه كان رمضان..

هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف حياةُ أخرى. الوسوم: , . أضف الرابط الدائم إلى المفضّلة.

تعليقان على الذين لم يولدوا بعد

  1. مريوووووم. كتب:

    كم هو رائع هذا الطرح…..وكم هو جميل ان نفتح قلوبنا لهذا الشهر الفضيل..

    سلمت اناملك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.