سيجيء الموت وستكون له عيناك
كتاب : سيجيء الموت وستكون له عيناك
تأليف : جمانة حداد
الطبعة : الأولى ٢٠٠٧
مدخل: “من لا يعرف ماهي الحياة أنى له أن يعرف الموت!” كونفوشيوس
ما الذي يدفع الشعراء الذين من المفترض أن يكونوا دعاة تفاؤل إلى الانتحار؟ وهل الإبداع المتصف بالجنون هو ما يحملهم إلى الإقدام على ذلك؟ وهل أصابت المؤلفة حين ذكرت أن الكتابة وخاصة الشعر هو الانتحار بمعناه المجازي؟ . راودتني هذه التساؤلات حينما بدأت بقراءة الكتاب الذي تدور فكرته حول ١٥٠شاعراً انتحروا في القرن العشرين.
أشارت المؤلفه في مقدمتها إلى الدافع لاختيار موضوع الكتاب حيث أن إعجابها بنتاجهم الشعري قادها للتنقيب عن حياتهم لتكتشف أن ثمة خيطاً رفيعاً يربط الواحد منهم بالآخر. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: في كل قسم مختارات شعرية و مقتطفات بيوغرافية لــــ ٥٠شاعراً تم تصنيفهم كالتالي:
الانطولوجيا الكبرى: يشكلون الشعراء الأكثر أهمية ويتضمن القسم مختارات موسعة من قصائدهم.
الانطولوجيا الصغرى: مساحة موجزة للشعراء الذين تقل أهميتهم عن شعراء القسم الأول أو الذين لا تتوفر نصوص شعرية كافية لهم.
القسم الثالث: تم عنونته بإحصاء الظلال وهو بمثابة تعداد لا أكثر لمن تبقى من قائمة الشعراء.
ملاحظات:
– يتضمن الكتاب قصائد بأكثر من لغة مترجمة للعربية ويحسب للمترجمة إصرارها على البحث عن القصائد بلغتها الأم وترجمة بعضاً منها.
– خلال قراءة المقتطفات البيوغرافية عن الشعراء يكتشف القاريء أن تجربة الانتحار لأحدهم تؤثر في من حوله مثل الشاعرتان آن سكستون وسيلفيا بلاث اللواتي اتخذن قرار الانتحار.
– النصوص الشعرية للشعراء المنتحرين تشي بشكل أو بآخر في رغبتهم بقطع الصلة مع الحياة ويأسهم بشكل كلي, لذا نادراً ما تتضمن نصوصهم مفردات مرتبطة بالإيجابية.
– توقفت مطولاً عند طرق انتحار الشعراء وبالرغم من بشاعة الطرق الواردة إلا أن اكثرها إيلاماً هو إقدام الشاعرة الهندية ريتيكا فازايراني على نحر ابنها البالغ من العمر سنتين قبل انتحارها.
– ذكرت المؤلفة إيجابيات وسلبيات كونها شاعرة بالأصل على ترجمتها للنصوص مثل الخوف من التدخل وتشويه النصوص الأصلية أو حتى تسلل شعرية الشاعر للمترجم لذلك شددت على ضرورة كون المترجم خادم أمين على النصوص الشعرية.
– الشاعر لو ولش صاحب مقولة : ( أولئك الذين لا يجدون شيئاً يستحق العيش من أجله يخترعون دائماً مايستحق الموت في سبيله ) يبدو أنه اخترع عدة أسباب ليقدم على الانتحار!.
اقتباسات:
– (أن اقتلع من صدري العاطفة
وكل حقيقة وكل شعور
أن اتجاهل القلب فأصير رماداً تذريه الرياح).
– ( أبياتي بنات دمي
هي تحكي, لكني أمنح الكلمات
كشظايا من قلبي، وأقدمها كدموع من عيني).
– (اجعل ألمك قيثارة
كن عندليباً ,كن زهرة
عندما تأتي السنوات المريرة، اجعل ألمك قيثارة
وغنّ الأغنية الوحيدة).
– (مظلم هو كل صباحٍ يمضي
من دون نور عينيكِ).
– ( كل الجسور وحيدة والمجد يهددها
مثلما يهددنا لأننا نتوهم
أن النجوم تمشي على أكتافنا
لكن لاحلم يقوس ظهورنا
بعد سقطات الأشياء العابرة)
– (الحياة جميلة، ستكتشفين ذلك
رغم أحزانها
ستُعطين حباً، ستُعطَين أصدقاء)
– (سيكون قلبي كوباً جميلاً
رغم أنه لايحوي إلا الوجع
لأني سأتعلم من الزهرة والورقة كيف تلونان كل قطرة تحملانها).
هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف
حياةُ أخرى. الوسوم:
جمانة حداد,
سيجيء الموت وستكون له عيناك. أضف
الرابط الدائم إلى المفضّلة.