ورددت الجبال الصدى
رواية: ورددت الجبال الصدى
تأليف: خالد حسيني
لم تكن تجربتي الأولى للقراءة للمؤلف سبق وقرأت له رائعته عداء الطائرة الورقية (التي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي) وألف شمسٍ مشرقة، والممتع في كتابات الحسيني أنه ينقل معاناة الشعب الأفغاني بأسلوب سلس لايخلو من التشويق.
تسلط الرواية الضوء على حقبات متباعدة تاريخياً مابين خريف ١٩٥٢ إلى شتاء ٢٠١٠ والجميل أن الأحداث لم تكن متتابعة يتم الانتقال من الماضي للحاضر ثم العودة مرة أخرى مما زاد من وتيرة التشويق.
تبتديء الرواية بأسطورة خيالية يحكيها سابور(الذي لم يكن بطل الرواية الأوحد) لابنائه يتضح مغزاها لاحقاً، كانت بمثابة تبرير من قبل الأب لتخليه عن ابنته باري قسراً، وتظل الجبال شاهدة على هذه اللحظات تارة بترديدها صدى صوت الأجراس مذكرةً أيوب بابنه وتارة أخرى شاهدة على ترك بروانه لشقيقتها معصومة.
تتميز الرواية بتعدد الشخصيات التي منحها المؤلف حيز من الحرية لتسجل رؤيتها الخاصة عن المواقف والأحداث، ، ورغم تعدد الشخصيات إلا أن أدوارهم تتقاطع لتمثل في مجملها تفاصيل الرواية، ولكل منهم لحظة مفصلية تلقي بظلالها على تفاصيل حياته. الخادم نبي وإخلاصه، وبروانه ولحظة الخلاص من أعباء اختها وماركوس الذي تخلى عن حياة الرفاهية بمجرد معايشته حال الأطفال في الهند ليتطوع كجراح تجميلي بعد ذلك، ونيلا وحداتي وقرارها بالتخلي عن زوجها بعد مرضه. وعبدالله الذي تخذله ذاكرته في آخر عمره ليحتفظ بترنيمة هي آخر ماتبقى له من ذكريات عن شقيقته.
ملاحظات:
– تقييمي للرواية ٥ من ٥.
– اختيرت الرواية ضمن قائمة أفضل الروايات لعام ٢٠١٣ وفق اختيار قرًاء موقع good reads
الاقتباسات:
– أستطيع تلخيص تلك السنين بكلمة واحدة:الحرب أو لأكون أكثر دقة الحروب ليست واحدة ولااثنتين بل الكثير منها جميعها كانت كبيرة وصغيرة عادلة وظالمة حروب تتالى فيها الأبطال والطغاة، كان كل بطل جديد يشعرنا بالحنين للطاغية السابق.
– كان أبي يقول أن كل الأشياء الجيدة في الحياة هشة تتلاشى بسرعة كما تأتي.
– نحن الأفغان نحب شعرنا جداً، حتى أكثرنا جهلاً يستطيع أن يلقي غيباً قصائد حافظ أو خلي هل تذكر ياسيد ماركوس عندما أخبرتني العام الماضي كم أحببت الأفغان؟ وسألتك عن السبب فضحكت وأجبتني أن حتى فناني الرسم على جدران الشوارع لدينا ينثرون أشعار الرومي على الحيطان.
– سألها عمّا وجدته في الرياضيات فقالت أنها وجدت الراحة في ثبات الحقائق الرياضية وديمومتها، في قلة الكلام وغياب الغموض في معرفة أن الأجوبة قد تكون خادعة ووهمية إلا أنها ممكنة مهما كانت.
– لاشيء يماثل الحياة بكلمات أخرى يمضي الإنسان حياته وهو يسأل الأسئلة دون أن يجد لها إجابات حتى لو كانت إجابات فوضوية أو معقدة.
– عرفت أن العالم لايراك أنت الساكن داخل قميص اللحم والعظم لايهتم مقدار ذرة بالآمال والأحلام ، بالأحزان التي تنبض داخلك الأمر بسيط بقدر ماهو عبثي وقاسِ لدرجة الوحشية.
هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف
حياةُ أخرى. الوسوم:
خالد حسيني,
ورددت الجبال الصدى. أضف
الرابط الدائم إلى المفضّلة.