الصراع من أجل الإيمان

كتاب : الصراع من أجل الإيمان

المؤلف : جيفري لانغ 

الناشر : دار الفكر

الطبعة : السابعة ٢٠١٢م

لماذا أصبحت مسلماً؟ كان هو السؤال الذي قاد جيفري لانغ لتأليف الكتاب موضحاً ذلك بقوله : ( لماذا أصبحت مسلماً؟  له أهميته الخاصة عندما يصدر عن بناتي، ذلك أنه يعود في الأصل لي. إنه صوتي المكمّل في حقيقته النقية الطاهرة الذي يستنطقني لقول الحق) .وعلى الرغم من أن الكتاب أشبه بمذكرات شخصية ينقل فيها لانغ تجربته في الإسلام ويكاد يكون موجّه لمعتنقي الإسلام حديثاً، إلا أنه يتضمن كم من الخواطر والتساؤلات المحرضة على التفكير.

يتضمن الكتاب خمسة فصول كالتالي:

الفصل الأول/النطق بالشهادة: يحكي فيه لانغ قصة اعتناقه للإسلام ورحلة البحث الأوليّة التي بدأت من الإلحاد حيث تم إقصائه من الدروس الدينية في مدرسته بسبب وجهات نظره المشككة وتساؤلاته، ثم مروره بمرحلة مضطربة على الصعيد العملي والشخصي يصفها بقوله : ( في تلك المرحلة شعرت بحاجة ماسة لأن أثور، أردت أن أكون كل شيء لكل الناس ونظرة الناس إلي تعني الشيء الكثير على الرغم من أني كنت أصرّ أنها لاتعني شيئاً، إننا جميعاً لدينا الرغبة لكي نعلل وجودنا). ولم يثنيه نجاحه بعدئذٍ وحصوله على الدكتوراة في الرياضيات عن إكمال مرحلة البحث ليتعرف على عائلة عربية أهدته نسخاً من القرآن كانت سبباً في اعتناقه الإسلام.

الفصل الثاني/القرآن: يذكر لانغ دوماً في كتابه أن قراءة القرآن قادته للإسلام قائلاً: ( لقد كان القرآن يسبقني دوماً في تفكيري ويزيل الحواجز التي كنت قد بنيتها منذ سنوات وكان يخاطب تساولاتي). ويعمد في هذا الفصل إلى مناقشة عدة قضايا متعلقة بالقرآن تشغل تفكير المسلم الجديد منها على سبيل المثال: اللغة، الاختلاف في تفسير القرآن، نقاط تشابه القرآن مع الكتب المقدسة، الإشارات الواردة في القرآن حول المكتشفات العلمية، والتصوير الفني في القرآن. ويركز لانغ في المجمل على أن القرآن: ( يشدد على ثلاثة مكونات جوهرية من تطور الإنسان الروحي الأخلاقي وهي: الإرادة الحرة أو القدرة على الاختيار، والعقل وهو أداة قياس نتائج اختيارنا والتعلم منها، وثالثاً عالم الشدائد والامتحان الذي لايقل أهمية عن العنصرين السابقين).

الفصل الثالث/رسول الله: هذا الفصل يتحدث عن السيرة النبوية بلغة مبسطة يبتدئها من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وردة فعل المسلمين ثم ينطلق في تسليط الضوء على عدة قضايا أثارها المستشرقين والرد عليها: كقضية الوحي وإنسانية النبي عليه الصلاة والسلام وقضية الاقتداء ودور الأحاديث. ومن وجهة نظر لانغ أن الخيارات المقدمة لمعتنقي الإسلام الجدد متطرفة جداً لدرجة يشعر فيها العديد من هؤلاء بالغربة في مجتمع الأمة الجديد الذي انضموا إليه، ويختتم الفصل بالإجابة عن سؤال من هو محمد؟.

الفصل الرابع/الأمة: يتحدث لانغ من خلفية عانت الصراعات والإنقسامات بين أبناء المنطقة الواحدة كقضية التمييز العنصري ضد السود، لذا كان من المواقف التي أسرته في الإسلام قدرته على التأثير في معتنقيه ليشكّل منهم أخوة حيث يشدد لانغ أن وحدة المسلمين يمكن فهمها بشكل جليَ في الشعائر الإسلامية ويورد أحد المواقف حين سأله أحد الطلبة المسلمين بانزعاج ” لماذا علينا أن نصلي ونحن متقاربون جداً بحيث يكاد يلتصق بعضنا بالآخر، أحاول أن أركز اهتمامي مع الله في حين أكون في الوقت نفسه شاعراً بأن جسداً يحفّ بي عن اليمين وعن الشمال؟” فأجابه: لأنه حتى في أشد حالات خشوعك في الصلاة فإنه عليك ألا تنسى أخوتك عن يمينك أو شمالك، وبمعنى آخر فإن سعادتك الشخصية والروحية وخلاصك هي أمور وثيقة الصلة باستجابتك إلى إخوتك في الإنسانية. ثم يطرح مجموعة من المسائل التي تعترض المسلمين الجدد مثل قضية الفصل بين الجنسين والتعامل معها، والعلاقات الأسرية مع إيراد مجموعة من الشواهد النبوية وبعض التطبيقات المناقضة لها على أرض الواقع والتي من شأنها إثارة التساؤلات عند الغرب.

الفصل الخامس/ أهل الكتاب: يتضمن شرحاً مختصراً لموقف الإسلام من أهل الكتاب من خلال الآيات التي أشارت لهم وعن مدى إمكانية إقامة حوار الأديان وبوجهٍ خاص الحوار الإسلامي/المسيحي. وفي نهاية الفصل يطرح توضيح للقضية الفلسطينية للقاريء الغربي من خلال وجهة نظر مغايرة لما يطرح في وسائل الإعلام الموجهة لهم.