قبس(11)
مجموعة اقتباسات من كتاب : إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للمؤلف : مصطفى صادق الرافعي
– إن القرآن كتاب أنزل لتكون كل نفس سامية نسخة حية من معانيه، وليكون هو النفس المعنوية الكبرى، فهو كتاب ولكنه مع ذلك مجموعة العالم الإنساني.
– في القرآن ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها وتصف الآخرة فمنها جنتها وصرامها.
– من أعجب مارأيناه في إعجاز القرآن وإحكام نظمه، أنك تحسب ألفاظه هي التي تنقاد لمعانيه،ثم تتعرف ذلك وتتغلغل فتنتهي إلى أن معانيه منقادة لألفاظه،ثم تحسب العكس وتتعرفه متثبتاً فتصير منه إلى عكس ماحسبت وماإن تزال متردداً على منازعة الجهتين، حتى تردّه إلى الله الذي خلق في العرب فطرة اللغة،ثم إخرج من هذه اللغة ماأعجز تلك الفطرة.
– من ألفاظ القرآن مايسميه أهل اللغة بالأفراد،وهي ألفاظ تجيء بمعنى مفرد غير المعنى الذي تستعمل فيه عادة،ولابن فارس إحصاء هذا النوع في كتاب قال فيه: كل مافي القرآن من ذكر الأسف فمعناه الحزن، إلاقوله : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) فمعناه : أغضبونا.وكل مافيه من ذكر البروج فهي الكواكب، إلاقوله : ( ولوكنتم في بروج مشيدة ) فهي القصور الطوال الحصينة.
– من تأثير القرآن في اللغة، هو إقامة أدائها على الوجه الذي نطقوا به، وتيسير ذلك لأهلها في كل عصر، وإن ضعفت الأصول واضطربت الفروع، بحيث لولا هذا الكتاب الكريم لما وجد على الأرض أسود ولاأحمر يعرف اليوم ولاقبل اليوم كيف كانت تنطق العرب بألسنتها وكيف تقيم أحرفها وتحقق مخارجها.
– بدأ القرآن بالتأليف بين مذاهب الفطرة اللغوية في الألسنة، ثم ألّف بين القلوب على مذهب واحد، وفرغ من أمر العرب فجعلهم سبيلاً إلى التأليف بين ألسنة الأمم ومذاهب قلوبها، على تلك الطريقة الحكيمة التي لايأتي علم التربية في الأمم بأبدع منها.
– يريد القرآن أن يكون المنبع الإنساني في القلب، ثم أن يبقى هذا المنبع مابقي صافياً ثرّاً لايعتكر ولاينضب، كأنما في القلب سماءٌ ماتزال تمد له من نور وهدى ورحمة .
– ماتدبّر هذا القرآن أحدٌ قط إلا وجده يطلق لكل إنسان-على القوة والضعف والعزة والذلة-إرادة اجتماعية أساسها الفضيلة الأدبية: حتى لاتكون بطبيعتها إلاجزءاً من الشريعة التي هي في الحقيقة ارادة المجموع.
– من طباع النفس التي جُبلت عليها أنها متى خُدلت وكان خذلانها من قِبل ماتعدّه أكبر فخرها وأجمل صنعها وأعظم همها وأصابها الوهن في ذلك، وضربها الخذلان باليأس فقلّما تنفعها نافعة بعد ذلك أو تجزئها قوة أخرى، وقلما تصنع شيئاً دون التراجع والاسترسال فيما انحدرت إليه ومجاوزة مالاتستطيع إلى ماتستطيع.
– إن الذي لايدفع الطبع لايدفع الرغبة، ومن لم يُقد الأمة من رغائبها لم يقُد في زمامه غير نفسه، وإن كان بعد ذلك من كان، وإن جهد وإن بالغ!.
جميل ، تذكرت وأنا أقرأ ما دونت نفَسَ قرينه سيد قطب رحمه كان من ضمن ما كتب في ” المعالم ”
ما نصه : ”
الجيل القرآني الأول كانوا يتلون القرآن بشعور آخر إنه. . شعور التلقي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة ، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والاطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلى منهج واقعي ، وإلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان
إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن بُقبل عليه بهذه الروح : روح المعرفة المنشئة للعمل . إنه لم يجئ ليكون كتاب متاع عقلي ،ولا كتاب أدب وفن . ولا كتاب قصة وتاريخ – وإن كان هذا كله من محتوياته – إنما جاء ليكون منهاح حياة. ”
جزيت الجنة. أ. هدى
تقويمي لهذه التدوينة ١٠ / ١٠
أميل إلى هذه التدوينات
وإلى هذا الفن
بوركت ونفع الله بك .
استمتعت بقراءة مادوّنت
اللهم ارزقنا وإياك فهم كتابه وتدبره
لا أعني ب ” قرينه ” ان اجعله له نداً ،
اذ الرافعي له مدرسة …
و ” العقاد ” له مدرسة مختلفه تتلمذ عليها
سيد رحم الله الجميع وتجاوز عنهم .