الطنطورية
رواية: الطنطورية
تأليف : رضوى عاشور
الطبعة: الأولى ٢٠١٠
الناشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 463
لم تكن مجرد رواية بل هي قصة وطن على لسان ابناءه، تحكي فيها بطلة القصة “رقية” عن بلدها الطنطورة وشاطئها الجميل والذكريات الأولى التي ظلت تلاحقها وتهجم عليها فجأة كلما حاولت نسيانها قسراً.
لم تحكي رقية وحدها القصة،ستُروى حكاية النضال الفلسطيني على لسان النازحين والمشردين من القرى الفلسطينية , وتوّثق شهادات من حضروا مجازر الإبادة على امتداد ارتحالهم.
رقية الطفلة كان وقع المأساة عليها كبيراً, ففقدت النطق مؤقتاً والتعبير عن حجم المُصاب، والدتها كانت تقاوم فقد زوجها وابناءها بطريقتها الخاصة عن طريق الإنكار والعيش على وهم العودة حتى وفاتها.
تحكي رقية بألم عن الصدمة الأولى والمفردات التي تسربت إلى عوالمهم دون استئذان كـ(المخيمات , المستوطنات , جيش الإنقاذ , لاجئ) وتتابع سرد المواقف دون تسلسل محدد،تقفز عبثاً بين التفاصيل ربما لاختصار سنوات المعاناة ،تنتقل بين مخيمات عدة ومدن مختلفة (صيدا-بيروت-أبوظبي-الأسكندرية -وصيدا مجدداً) وتصرّ على أن تحمل ذكرى الطنطورة معها أينما ارتحلت.
وتسلّم رقية في ثنايا الرواية أنها من المستحيل أن تحيط بكل التفاصيل بقولها : (هل يمكن أن يصرّ شخص ما حكايته في منديل ويمد به إلى الآخرين قائلاً: هذه حكايتي, نصيبي من الدنيا؟ ثم كيف تنقل صُرّة بحجم الكف أو صرّة كبيرة كتلك التي تحملها النسوة على رؤوسهن وهن يشردن شرقاً عبر الجسر حكاية عمرٍ بكامله, مشتبكٍ بطبيعة الحال مع أعمار الآخرين؟).
المُدهش في هذه الرواية أن مؤلفتها ليست فلسطينية ولكنها صوّرت المشاهد ونقلت الوقائع بطريقة رائعة تجعلك تعايش الأحداث ، لم أجد هذا الوصف الاستثنائي من قبل إلا من خلال إصدارات غسان كنفاني وإبراهيم نصر الله.
على الهامش :-
-
نضال الشعب الفلسطيني له أوجه عدة قد يكون أوضحها القدرة على صنع الأمل واستنبات الفرص!
-
مفاتيح المنازل القديمة تتقلدها نساء فلسطين كدلالة رمزية على عودتهن المؤكدة.
-
كُتب على الفلسطيني أن يزرع له في كل بلدٍ عائلة،كُتب على هذا الشتات أن يمتد لأجيال. وكُتب لهذا النضال أن يسمو بأبناء فلسطين.
هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف
حياةُ أخرى. الوسوم:
الطنطورية,
رضوى عاشور,
رواية,
فلسطين. أضف
الرابط الدائم إلى المفضّلة.