أسئلة الثورة
كتاب : أسئلة الثورة
تأليف : سلمان العودة
الناشر : مركز نماء للبحوث والدراسات
الطبعة : الأولى ٢٠١٢
عدد الصفحات : ٢٠٨
لأن كل ممنوع مرغوب،ساهم منع الكتاب في انتشاره على نطاق واسع،والأرقام الدالة على عدد مرات تحميله بنسخته الإلكترونية خير شاهد. في بداية الكتاب ينوّه المؤلف بأنه يتناول الموضوع (بعيداً عن مماسة محلية لوضع خاص في هذا البلد أو ذاك للانعتاق من ضرورات واقع محلي له خصوصية).
يهدي المؤلف إصداره إلى (طيور الجنة الخضر،إلى أرواح الشهداء،الذين لم تشهدهم المحافل،لأنهم قضوا نحبهم..وإلى من ينتظر،كي ينظر في نظم العدالة،ويحقق أحلام الثائرين).يكتب في طليعة الكتاب تعريفاً عن الثورة فهي (لايرتب لها أحد،ولايخطط لها الناس،ولكنها تنفجر على حين غرة،حين تُسد طرق الإصلاح،وتوقف عمليات العدالة،ويُمارس القمع).
يتكون الكتاب من خمسة فصول،فيما يلي تلخيص ومقتطفات منها:
الفصل الأول : تساؤلات ماقبل الثورة
يبدأ هذا الفصل بالحديث عن الإصلاح كخيار للتغيير الذي يسبق الثورة وهي المهمة الملحّة التي على الأنظمة العربية أن تنتهجها للخروج من أزمة الفوضات والاضطرابات, ليصل إلى نتيجة مفادها “من لم يدفع ثمن التغيير،فسوف يدفع ثمن عدم التغيير”.ثم ينتقل للحديث عن تاريخ الثورات في العالم وبخاصة في العالم الإسلامي ,وفي الجزء الثالث من الباب الأول يتحدث عن مفهوم الثورة ويعرّفها بقوله ( الروح الثورية ربما تعني الدعوة إلى التجديد ونقد الذات،طمعاً في الانتقال إلى حال أفضل، وبهذا المعنى فالثورة حالة تلبس لاتتوقف ،وعلاقة جدلية حداثية تتسامى عن واقع لتنشد ماهو أفضل).وإذا ماتم البحث عن الأسباب المفضية للثورات وفق رأي المؤلف فهي كالتالي :
١-السنة الإلهية في طروء العوارض والتغييرات والنقص.
٢-غياب المشروع المشترك الذي تجتمع عليه السلطة والشعب معاً.
٣-التخلف والفقر والبؤس والظلم والاستبداد.
٤-تجميع السلطات كلها في يد واحدة.
٥-الآمال والتطلعات التي تراود الشعوب نتيجة وعي متجدد لديها.
٦-توفر الوسائل للتواصل والتأثير والعدوى.
٧-محاولة تدمير الهوية أو انتهاكها.
٨-حضور النموذج الذي يمكن محاكاته.
٩-تجاوز حالة الخوف واستعداد الناس للتضحية.
١٠-وجود الفرصة والتي منها صراع القوى الحاكمة وظهور التمايز بين أجنحتها.
ويختتم الفصل الأول بالحديث عن توقيت حدوث الثورة،حيث ذكر أن التنبؤ غير كاف لكن توفر أسباب الثورة السابق ذكرها يقوي احتمال حدوث الثورة.
الفصل الثاني : الثورة وسؤال المشروعية
يتناول جانب الفقه السياسي الإسلامي بالنقاش ويورد شواهد من عصور الإسلام الأولى عن السياسة الشرعية وتوظيفها،ويذكر أن لاتضاد بين قراءة الواقع التاريخي السياسي والاستنباط من القيم القرآنية والنبوية المؤسسة للحكم العادل،وتحت عنوان”الثورة وشرعية المتغلب”يقع الجزء الثاني من هذا الفصل ويتضمن محاور(تحوّل تاريخي،فقه الضرورات،الطاعة والشورى).
ثم يتحدث عن مصطلح الحل والعقد وهل المسؤولية مناطة بهم أم للشعب ككل،ويميز بين الثورة والفتنة التي هي تقويض العمران وتمزيق الوحدة والقضاء على السلم الاجتماعي،وضمن الحديث عن الثورة بين السلمية والعنف يذكر النقاط الواجب مراعاتها عند استخدام خيار القوة لتحقيق هدف الثورات:
١-أن يكون هذا الخيار الأخير بعد استنفاذ كافة الخيارات.
٢-أن لايكون ابتداءً بل رداً على عنف الدولة وقسوتها في مواجهة المحتجين وفي حدود دفع الأذى وحماية الناس.
٣-أن يكون خيار شعبي عام.
٤-أن لايكون ذلك يعني الدخول في معركة مع العالم.
٥-أن يتجنب توريط أي أطراف مدنية أو مرافق عامة أو شعائر دينية أو قبلية حتى لايضر ذلك بنسيج المجتمع وتعدديته.
وللإجابة عن السؤال:من يقف خلف الثورة الحزب أم المؤامرة أم الشعوب؟يذكر أن الجماهير هي اللاعب الأول والأساس لحدوث الثورات وقد يقدح زنادها حدث صغير.
الفصل الثالث : مابعد الثورة تساؤلات في مفاهيم ملتبسة
-
هل سيتم تطبيق الشريعة في الدول بعد الثورات:يتحدث من خلاله عن مراعاة التدرج ومنطقة الاجتهاد وعن الكليات والجزئيات ويذكر في نهاية الجزئية أن الإعلام عن مرجعية الشريعة بوضوح في مجتمع إسلامي يمنح ثقة وطمأنينة.
-
هوية الدولة مابعد الثورة(دينية أم مدنية؟):يتحدث باختصار عن مفهوم الدولة المدنية والتي تعني وجود العقد الاجتماعي المدني بين سلطات الدولة ومؤسساتها القائم على العدالة وتوزيع السلطة والدولة الإسلامية من جهة وجود الضوابط والمقاصد الإسلامية فيها.
-
الحل الديمقراطي والنظام السياسي في الإسلام:يتحدث عن الموقف الإسلامي من الديمقراطية وعن مخاوف عدم تبني الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية.
-
الحاكم والمحكوم أية علاقة:تتلخص العلاقة في (1) البيعة والتي هي عقد بين طرفين باتفاق ويشترط فيها الرضا وعدم الإكراه،و(2) الطاعة وهي تكون مع البيعة تبعاً لها, ويتحدث عن التوظيف الخاطيء لبعض النصوص المتعلقة بالعلاقة بين الحاكم والمحكوم.
الفصل الرابع : مابعد الثورة وسؤال العلاقة مع الآخر
-
العلاقة بين الإسلاميين وغير الإسلاميين : ذكر أنه لاسبيل لإلغاء الاختلاف ولابد من الاقتباس من تجربة المجتمع النبوي ولابد من قبول التعددية واعتبار الدولة للمواطنين كلهم بلااستثناء.
-
الإسلاميون والعلاقة مع الغرب: الغرب ينطلق في تعاملاته مع الآخر إلى مصالحه في المقام الأول ولن يخلو الأمر من توجس لاستلام الإسلاميين الحكم
-
المصالحة الوطنية والعلاقة مع رموز الأنظمة السابقة: يكرس مفهوم أن الثورة تجب ماقبلها وأن مكاسب الثورة ينبغي أن تكون لكل الشعب دون استثناء حتى لمن لم يؤيدها وينبغي تجنب الثأر وتصفية الحسابات وذلك لأن الخلافات المبكرة قد تجهض الثورة ومما ذكره في هذا الشأن ( يجب أن يحفظ لكل مناضل مقامه وقدره، ولكن لايظن أحد أنه حجر الزاوية، وأن الآخرين ليسوا سوى حاشية في الكتاب).
ويختتم الفصل الرابع بالحديث عن كون الثورة مقدمة للنهضة وأن هذه الحركات الشعبية جاءت لتحقيق المطالب التالية: الحرية السياسية،العدالة وتكافؤ الفرص،محاربة الفساد المالي والإداري واعتماد الشفافية بمعاييرها العالمية، التنمية الشاملة المستدامة، الحفاظ على التميز الأخلاقي والتشريعي
الفصل الخامس : قلق مابعد الثورة تساؤلات وإشكاليات
لإن الحديث كثر عن من يتصدر المشهد الإعلامي أو من ينصب نفسه متحدثاً باسم الثوار يتحدث الشيخ عن سرقة الثورات لتعود الديكتاتورية مجدداً بوجوه ورموز أخرى،وذلك نتيجة للارتباك الذي يتبع حدوث الثورة مباشرة وثمة مراحل تمر بها الثورات ابتداءً من الاتفاق على رفض الواقع مروراً بالاختلاف على الصورة البديلة ثم يتطور الأمر إلى مرحلة التنافس المبرمج على الحكم.
كما أن التدخل الخارجي يمكن أن يتلبس بصورة المنقذ وهو في ذات الوقت يرسخ لقيم ديكتاتورية من جهة أخرى لكن يمكن بذل جهود لتسخير الرأي العالمي لكسب القضية. ومن مايقوض دعائم الثورات نشوب فتن طائفية يمكن بالحوار الحاد وبالإيمان بأن المواطنة حق للجميع التغلب عليها, ولابد أيضاَ من تضمين الدساتير مايحفظ حقوق الأقليات.
اقتباسات :
-
إن الإصلاح الجاد يستحق التضحية وليس الخسارة لأنه أفضل طريق تكافح به الثورة.
-
في زمن التيه يشعر التائه أن حله هو الحل المقدس ويستمسك الكثير بحلولهم الخاصة.
-
العقلية العربية تميل غالباً إلى نظرية المؤامرة،لأنها تعفيها من تبعة المساءلة والنقد،وتجعلها ضحية لتكالب الآخرين عليها.
-
أم المعارك هي المعركة مع النفس،بجهادها على التصحيح والإحجام والتقوى وترك الاندفاع،وعدم الإمعان في البغي أو العدوان أو ازدراء الناس أو بخس حقوقهم.
-
التدين الحق هو عنصر جمع لاتفريق،وإنما يجني عليه التعصب والهوى.
هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف
حياةُ أخرى. الوسوم:
أسئلة الثورة,
سلمان العودة. أضف
الرابط الدائم إلى المفضّلة.
الكتاب تناول واقع العرب بشكل عام
واسباب الثوره التي انبثقت شرارتها من وجهة نظر الكاتب
فيها جوانب من الواقعيه
واعتقد سبب منع نشر الكتاب كان المنظور الخاص
التفافاً على من هم في الداخل والحقيقه اجد الموضوع
عادي والكاتب دائماً يكتب للعالم وليس لبلده في بعض
الظروف
والجدير بالذكر لم يظهر في ثنايا العبارات بشكل صريح المز
واخيراً
احسان الظن سر التزام “واعتصمو بحبل الله جميعاً
ولاتفرقوا”
من يقرأ الكتاب سيجد أن لامبرر لمنعه
خاصة أن المؤلف يتناول الموضوع بشكل عام كما ذكرتِ
أشكرك ومرحباً بك.
مازلت في الفصل الثاني من الكتاب
واستفدت من بعض الإشارات هنا
بارك الله فيك هدى
جميل ..
وبوركت على التحفيز المتجدد يارفيقتي = )
فكرة الكتاب والتوقيت يدلان على نبوغ وشجاعة من الشيخ وفقه الله ونفع به ..
المنهجية في تناول مشكلة الكتاب في نظري غير ثابته ، تجدها مرة توصيفيه ومرة تحليلية ومرة تأصيلية ومرة تأخذ طابع التوجيه …
هي في النهاية إضافة ثرية و جريئة من الشيخ وكان بلاشك لثائرين قبساً به يستنيرون ومنه يصطلون .
شكراً أ. هدى وفقك الله ونفع بك .
الشيخ ذكي و قناص ..
من يقرأ له بعيدا عن تاريخه السابق يجد
شيئا من الانفتاح و الرؤيا البعيدة ..
و من يقرأ كتبه بعد معرفة توجهه السابق
يستشعر تحوله في الأسلوب مع الإبقاء على الفكرة
..
هو يرسم خططا للثورة و يقرأ مراحلها و يسوغ لها
و يطرح طرقا للتخلص من الهزيمة النفسية في الخوف
من الدخول في الثورات ليجعل القيمة إن لم تدفع ثمن التورة
فستدفع ثمنها ..
ارجل ذكي و قناص .. و له تأثير كبير بعد أن ناضل من أجل
هدفه .. كفانا الله شر ما جُبل عليه ..