الإنسان يبحث عن المعنى
كتاب : الإنسان يبحث عن المعنى
تأليف : فيكتور فرانكل
ترجمة : طلعت منصور
الطبعة : الأولى ١٩٨٢
الكتاب الذي تم تعريفه في النسخة المترجمة بأنه مقدمة في العلاج بالمعنى والتسامي بالنفس فاق مضمونه هذا التعريف الموجز، فالمؤلف فرانكل زعيم المدرسة النمساوية الثالثة في العلاج النفسي حاول في إصداره التجرد في الكتابة لاسيما وهو المعني بالتفاصيل المؤلمة الواردة فيه، يذكر في المقدمة : ( في بعض الأوقات سيكون من الضروري أن نتذرع بالشجاعة كي نحكي عن خبرات شخصية للغاية لقد قصدت أن أكتب هذا الكتاب خالياً من الأسماء، مستخدماً رقمي في السجن لا غير ولكن حينما تم استكمال المخطوط،رأيت أنه سوف يفقد نصف قيمته إذا نشر خالياً من الأسماء، وأنه لذلك ينبغي أن تكون لدي الشجاعة أن أذكر ما اقتنعت به بصراحة تامة).
فرانكل الذي آمن بوجود علاج بالمعنى, يقتبس من نيتشه مقولته (إن من يجد سبباً يحيا به،فإن في مقدوره غالباً أن يتحمل في سبيله كل الصعاب بأي وسيلة من الوسائل) ، يطرح خبرته وتجربته التي عاشها أثناء حبسه في السجن وتعذيبه في معسكر من معسكرات الاعتقال التي أقامها النازيون في الأربعينيات ومما زاد من معاناته انقطاع أخبار أهله أثناء فترة اعتقاله ليكتشف فيما بعد أنهم قُتلوا جميعاً .
يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء :
الجزء الأول / خبرات في معسكر اعتقال
الجزء الثاني / المباديء الأساسية للعلاج بالمعنى
الجزء الثالث / التسامي بالذات
يتحدث فيها بالمجمل عن الأطوار التي يمر بها السجين كالصدمة والإحساس بالعدم والبلادة والموت الانفعالي. وعن مشاهداته للمساجين وتفاوت مقدار تحملهم للمعاناة, وعن المساعدة التي قدمها لزملائه في المعتقل لتجاوز الأزمة عبر تسليط الضوء على المعنى الخاص لكلٍ منهم.
مقتطفات من الكتاب :
-
إن الطريقة التي يتقبل بها الإنسان قدره ويتقبل بها كل مايحمله من معاناة والطريقة التي يواجه بها محنه،كل هذا يهيء له فرصة عظيمة حتى في أحلك الظروف لكي يضيف إلى حياته معنى أعمق.
-
إن أي محاولة لمحاربة التأثير النفسي المرضي لحياة المعسكر على السجين بواسطة طرق العلاج النفسي أو الصحة النفسية كانت تهدف إلى منحه قوة داخلية عن طريق تبصيره بهدف مستقبلي يستطيع به أن يتطلع إلى الأمام.
-
ماكان يعوزنا حقيقة هو تغير أساسي في اتجاهنا نحو الحياة.إذ كان علينا أن نعلم أنفسنا، كما كان علينا أن نعلم الأشخاص الذين استبد بهم اليأس، بأن ماهو متوقع من الحياة ليس في واقع الأمر هو موضع الأهمية، بل إن مايعيينا هو ماالذي تتوقعه الحياة منا.
-
حينما يجد الإنسان أن مصيره هو المعاناة، فإن عليه أن يتقبل آلامه ومعاناته كما لو أنها مهمة مفروضة عليه وهي مهمة فريدة ومتميزة وعليه أن يعترف بالحقيقة بأنه حتى في المعاناة فهو فريد ووحيد في الكون ولايستطيع أحد أن يخلصه من معاناته أو يعاني بدلاً منه ففرصته الفريدة تكمن في الطريقة التي يتحمل بها أعباءه ومتاعبه.
ملاحظات :
– تقييمي للكتاب 4 من 5.
-الجزء الأخير من الكتاب يتضمن مصطلحات في علم النفس قد يستعصي فهمها على غير المتخصصين.
أحسب أنه أمكننى الله من كنابة رواية عربية تضمنت نفصيل مثل هذا !..
مع من أتحدث فى ذلك مع المسؤول بدار نشر المعرفة والتنوير) فى تفصيل ذلك؟