كتاب : الوزير المرافق
المؤلف : غازي القصيبي
عدد الصفحات : ٢١١
الطبعة : الأولى ٢٠١٠
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر
يرصد القصيبي في هذا الكتاب انطباعاته من خلال عمله كوزير مرافق للملك أو ولي العهد عن عدة شخصيات سياسية ، من المهم قراءة “حياة في الإدارة ” قبل هذا الإصدار الذي يعد إلى حد ما مكملاً له, وفيما يلي استعراض موجز للمواقف التي أوردها.
البيت الأبيض بين سيدين :
يقارن بين كلٍ من الرؤساء نيكسون وكارتر،كلاهما أفرط في إتباع سياسة معينة , تصرف نيكسون كأمبراطور وكان بمثابة نجم رئيسي تدور في فلكه نجوم صغرى ، أما في عهد كارتر فلقد اختلف الوضع إذ لا أسوار ولا أسرار , يقول المؤلف : (كان كارتر مفرطاً في تواضعه وكأنه كان يشعر في أعماقه أنه قد وصل إلى منصب لا يستحقه). كما تحدث عن وجهة نظرهم في القضية الفلسطينية.
مع سيدة الهند الحديدية :
يستعرض القصيبي الصورة الذهنية المسبقة عن أنديرا غاندي كأمرأة حديدية الإرادة،بينما لم يجد سوى أمرأة لا يدل شكلها على إرادة عاتية ولا يوحي مظهرها بأي تعطشٍ للسلطة بل إن موقعها السياسي لم يمنعها من ممارسة دور الحماة بإتقان 🙂 .
مع المجاهد الأكبر :
يتحدث عن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه وعن مرضه الشهير الذي كان وسيلة لاعتزاله العمل السياسي من فترة لأخرى, وعن تفاصيل زيارته له حين كانت أعراض الباركنسون قد بدت تؤثر عليه فبدا واهناً في معركته لاستجلاب الذكريات, كما تحدث عن دور زوجة بورقيبه في استمرار نفوذه السياسي.
مع المستشار اللسان :
خصص هذا الجزء عن المستشار الألماني شميدث, الذي لقبه الألمان باللسان لما عُهد منه من صراحة جارحة تصل إلى حدود الوقاحة، وأسهب في الحديث عن الصفقة العسكرية لدبابات الليبورد التي تحولت إلى أزمة متفجرة في وسائل الإعلام الألمانية.
مع المستشار الذي جاء من الأرياف :
يذكر المؤلف انطباعه عن المستشار الألماني هيلموث كول الذي كان من زعماء المعارضة بقوله : ( إن الرجل بمنظره الضخم ولغته العادية ولهجته العامية لايبهرك منذ الوهلة الأولى إلا أنك تكتشف تدريجياً أن وراء هذا المظهر الشعبي الكثير من الذكاء). ويعلل القصيبي سبب اختياره بأن الناخبين في ألمانيا اكتشفوا أن بوسع الأرياف أن تنتج رجالاً غير عاديين.
مع الأخ العقيد في الحافلة :
يستعرض المواقف الجنونية لمعمر القدافي, كما يتحدث عن علاقته بالمملكة المشوبة بالغرابة والتعقيد, وحتى يتعرف القارئ على طريقة القذافي الطريفة في تنوير الإسلام يكفي أن يتمعن في الحوارات التي رصدها المؤلف بين القذافي وبين أعضاء الوفد السعودي . يقول القصيبي: ( أن العقيد يتناقض مع نفسه بدافع طموحه) كما ذكر انطباعه في نهاية حديثه عنه: ( شعرت بشيء من الشفقة ربما لأنني أحسست أنه كان بإمكان العقيد أن يكون رجلاً عظيماً) فكيف لو أبصر القصيبي نهايته!.
على مائدة الملكة أخيراً :
بالرغم من الزيارات المتكررة للمؤلف إلاأنه لم تتح له فرصة لقاء الملكة إلا بعد محاولات عدة كانت تبوء بالفشل نظراً للتقاليد الملكية الصارمة في قواعد الضيافة فالعدد المسموح للوفود لايكاد يتجاوز ٣, وفي التجارب السابقة يحكي بطرافة عن عشاء مابعد العشاء في لقاءاته مع الوزراء البريطانين.أما العشاء الحقيقي فلقد كان في المرة التي أتيحت له فيها مقابلة الملكة يتكلم عن ذلك بقوله: ( ربما كانت مائدة الملكة تستحق الانتظار الذي استغرق قرابة تسع سنوات)!.
بين المهندس والنحلة :
يسلط الضوء على الرئيس الفرنسي ميتران وعلاقته بإسرائيل, وموقف الدول العربية من هذا التقارب, ولم يفوّت القصيبي فرصة اللقاء به ليسأله عن سبب اختياره لـ “النحلة والمهندس” عنواناً لكتابه فأجاب قائلاً: ( لقد أردت أن أشير إلى قدرة الإنسان على أن يصوغ مصيره بنفسه إن النحلة تبني بيوتاً بديعة ولكنها تبنيها بدافع من الغريزة وحدها ولهذا تجيء بيوت النحل متشابهة بدون خيال أما المهندس فيستطيع أن يبني بيوتاً مختلفة ويبدع في البناء أريد أن أقول إن الإنسان مهندس وليس نحلة).
مع قاهر الإمبراطورية البريطانية :
يتحدث عن المفارقات في شخصية الرئيس الأوغندي عيدي أمين قاهر الإمبراطورية البريطانية وحامل وسام الملكة فيكتوريا في وقت واحد!،وعن الأساطير التي نسجت عنه وخطته الغريبة للهجوم على إسرائيل, كما يصف القصيبي طرافة حضوره الأول للمملكة والزي السعودي الغريب الذي ارتداه بقوله : ( لعل أطرف مافي الأمر أن عيدي أمين جاء إلى المملكة وهو يظن أنه يرتدي الزي السعودي ).
فاس بين قمتين :
يرصد أحداث أول قمة عربية تم تعليقها في فاس والموقف العربي من مبادرة السلام السعودية ،كما يحكي في هذا الجزء عن غرائب القمة والرؤساء العرب والحديث عن أفضل المتحدثين وأسرع المنفعلين والتحوّل بين أوضاع الدول العربية في القمتين الأولى والثانية في فاس, وعن المساجلات بين الرؤساء وعن الخطابات المطوّلة والتي تختتم بالاعتذار عن الاختصار:).