كتاب : سلمان العودة من السجن إلى التنوير
المؤلف : تركي الدخيل
عدد الصفحات :463
الطبعة : الرابعة 2011
دار النشر : مدارك
يتحدث المؤلف في مقدمة الكتاب الذي يعتبر أطروحة قدمها للماجستير عن أهداف هذه الدراسة, يلخصها في ما يلي : ( مراقبة عملية الأسلمة الجارية في المجتمع والثقافة عبر عينة برنامج حجر الزاوية, حدود التجديد والتقليد , دراسة ظاهرة حجر الزاوية من جهتين الأولى/من حيث علاقتها بالمجتمع والثانية/ من حيث علاقة البرنامج بوسائل الإعلام).
الفصل الأول : سلمان العودة وجدل السجن والتحول
يكتب الدخيل عن بدايات وتنشئة الشيخ,ويرصد أبرز الشخصيات المؤثرة في حياته وفي تكوين شخصيته , كما يتضمن الفصل حديث عن لغة الخطاب القديمة التي كان يستخدمها الشيخ في الثمانينات وبدايات التسعينات الميلادية,مع استعراض نماذج من خطب الشيخ في تلك الفترة. ويقرأ تأثير لغة الشيخ الحماسية من خلال أهم محاضرتين ألقاها آنذاك.ويعلل الاختيار بقوله : ( آثرت اختيار ما اخترت منطلقاً من منهج بحثي مفاده: أنني أبحث عن أقصى ما وصل إليه خطاب العودة القديم من تشدد, لأقارنه بموضوع الرسالة الجوهري المتعلق بمجالات التناول التي تضمنها برنامجه حجر الزاوية).
الفصل الثاني: حجر الزاوية ..قراءة في أبرز الموضوعات الفكرية
في هذا الفصل عمد المؤلف إلى اختيار مواضيع متفرقة تطرق لها برنامج حجر الزاوية, ولم يتطرق إلى المواضيع المتكررة أو المستهلكة في الطرح, منها على سبيل المثال ما يلي :
– موضوع الجهاد : يعتبر هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يستشهد بها منتقدي الشيخ على حقيقة التغيير الذي طرأ على طريقته الدعوية, لاسيما مع تجديد هذا المفهوم في حلقات البرنامج , ويذكر الدخيل أن موضوع الجهاد شكل من أشكال التطور الذي امتاز به خطاب العودة في حجر الزاوية عن خطابه القديم ويلخص التغيّر بقوله : ( من خلال التنقيب الماضي نخلص إلى أن مفهوم الجهاد لدى سلمان العودة قد تطور من الجهاد المرتبط بفعل القتل والمنازلة إلى الجهاد المدني الشامل بمعناه الدنيوي المدني).
– رؤية الإصلاح : يذكر المؤلف نماذج من اللغة الصدامية التي كانت مسيطرة على منهج الشيخ في تلك الفترة, والتي كان من نتائجها المنع والاعتقال يصفها بقوله : ( إن رؤيته للإصلاح كانت شاملة وراديكالية, تريد إزالة الفساد السياسي, والاقتصادي, والديني, ويطمح إلى إلغاء كل مظاهر الفساد, كما يراها هو , وهو ما تراجع عنه في مرحلته الجديدة).
كما تحدث المؤلف عن الخط الذي انتهجه العودة لصياغة منهج إصلاحي هادئ في البرنامج يناسب تعدد الشرائح التي تتابع البرنامج ( كان لمرحلة المراجعات التي دشّنها سلمان العودة الأثر الكبير في تمدين مفهوم الإصلاح عنده, وتحويله من السعي إلى المناطحة الشكلية الضيقة مع الحكومات إلى البحث في عمق أزمة التخلف التي تجتاح العالم العربي والإسلامي).
ومن الموضوعات التي تضمنها هذا الفصل : معالجة الإرهاب,الموقف من التيارات والمذاهب كالموقف من التيار الليبرالي السعودي والموقف من المذهب الشيعي, تجديد الخطاب الديني , الموقف من المرأة, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الخطاب المدني, المراجعات, الحرية.
الفصل الثالث : برنامج حجر الزاوية قراءة في الشكل والأسلوب والمنهج
أولاً/ الإطار الشكلي والتأسيس للبرنامج : عن لحظات ما قبل البداية وسبب تسمية البرنامج, وعن سبب اختياره للقناة التي كان له موقف مختلف في السابق اتجاهها, كما يتحدث المؤلف عن الانسجام بين المذيع السعوي والشيخ والذي انعكس إيجاباً على البرنامج.
ثانياً/ أسلوب البرنامج وطريقة إدارته: يتحدث عن تطور اختيار المواضيع والمنهجية المتبعة لذلك, ومشاركة الجماهير في اقتراح مواضيع الحلقات, وعن أثر المواقع التفاعلية في نجاح البرنامج حين استطاعت تحويل الجمهور إلى جزء فاعل يساهم في رسم ملامح البرنامج,ويفسر الشيخ حالة التفاعل بأنها آلية لقياس رجع صدى البرنامج.
ثالثا/حجر الزاوية وموضة الدعاة الجدد: يشتمل هذا الجزء على موقف العودة من تصنيفه أو تصنيف برنامجه ضمن إطار الدعاة الجدد , كما يستعرض المؤلف آراء لبعض الدعاة اللذين تمت تسميتهم بالدعاة الجدد, مع ذكر وجهة نظرهم عن البرنامج , وعن الخصائص التي ميزت البرنامج عن غيره بما تضمنه من طرق جديدة للدعوة وتفاعل مختلف الطبقات معه.
رابعاً/حجر الزاوية,قراءة مقارنة مع برامج أخرى: يفرّق المؤلف بين حجر الزاوية وعدة برامج أخرى مثل الشريعة والحياة ليوسف القرضاوي, على مائدة الإفطار لعلي الطنطاوي, صناّع الحياة لعمرو خالد, ويخلص إلى نتيجة مفادها ( أعتبر أن حجر الزاوية تفرّد بخصائص جعلت منه برنامجاً حوارياً تجاوز طرق الإلقاء وأساليب برامج الإفتاء ليصبح برنامجاً مميزاً مختلفاً عن غيره).
خامساً/حجر الزاوية , الموقف الاجتماعي والفكري : يفصّل في الحديث عن التغيير في موقف الشيخ من الظهور في القناة , وتعاطيه بشكل عام مع مسألة الخروج في الفضائيات, وعن القيمة الفكرية التي يضيفها البرنامج منها على سبيل المثال التلاقي وتقريب المسافات مع خصوم الأمس ويقول المؤلف: ( نجد أن الموقف الفكري من البرنامج جاء إيجابياً بسبب توفر الشروط الموضوعية للاستقلال في الطرح الذي أجاد العودة الوصول إليه من خلال توفر شروط الإعلام العلمية).
ملاحظات :
· – تقييمي للكتاب 4 من 5.
· – يقدم الكتاب أجوبة لمعظم تساؤلات منتقديّ الشيخ سلمان العودة وحقيقة تغيّره, وهو برأيي ماكان يفتقر إليه كتاب طفولة قلب.
· – يتضمن الكتاب ملاحق عبارة عن لقاءات إلا أنها من وجهة نظري لم تشكل إضافة حقيقية , خاصةً أنها تكررت في أجزاء متفرقة من الكتاب.
