رواية : تزممارت ( الزنزانة رقم 10 )
المؤلف : أحمد المرزوقي
الناشر : دار طارق للنشر
عدد الصفحات : 325
من يقرأ أدب السجون ستأسره حتماً هذه الرواية, صدق لغتها يساهم في تقريبها للقارئ حتى يكون معني بشكل أو بآخر بتتبع أدق التفاصيل , ( الزنزانة 10 ) عبارة عن شهادة لأحد الناجين من معتقل تزممارت , كانت الإقامة في المعتقل الذي ظل مغيباً عن العالم لسنين طوال هي العقوبة التي صدرت بحق مجموعة من ضباط وتلاميذ مدرسة عسكرية تفاجئوا أنهم كانوا مساهمين دون علمهم في محاولة انقلاب عسكرية على الحكم في المغرب باءت بالفشل , السيناريو المخطط وعلى ضوءه تم تحضيرهم كان يهدف إلى مناورة عسكرية روتينية تجري في أي مدرسة من هذا النوع , ولم يدر بخلد أي من المشاركين أن جهلهم بحقيقة ما يحدث سيكلفهم الثمن غالياً , صدرت أحكام متفاوتة بحقهم ,لكنها لم تطبق وتمت مضاعفة المدة.
يحكي المرزوقي لحظات انتقالهم إلى تزممارت ومواجهتهم للمجهول , يتحدث عن آمالهم وترقبهم للحظات الانفراج مع كل طرقة باب, وعن لحظات الخوف من تقديمهم للإعدام , أسهب في الحديث عن المعاملة القاسية الخالية من الإنسانية التي عوملوا بها , وعدد من كُتب لهم البقاء على قيد الحياة يحكي واقع القسوة , فمن أصل 58 سجين خرج 28 بعد 18 عاماً من الاعتقال التعسفي.
تعرض المرزوقي ورفاقه لمساومات مستمرة بعد خروجهم بغية إسكاتهم , خاصةً أن منظمات حقوقية عالمية تواصلت معهم بشكل فعّال , واعتبرت المغرب أن نشر القضية يضر بسمعة البلد وأن أي تصريح من قبل المعتقلين خيانة للبلد!, تكررت محاولات التضييق على المعتقلين إلا أن ذلك لم يثني عزيمتهم, وكانت هذه الرواية التي صدرت في البدء باللغة الفرنسية وسيلة لتعريف العالم أجمع ببشاعة الظلم الذي عايشوه.
يحكي المرزوقي بفخر عن تجربته في إكمال دراسته والصعوبات التي واجهته,ولم تنسيه اللحظات المريرة في المعتقل أن يثني على كل من ساعده في محنته.
مُشاهدات من الرواية :
– وضع معتقليّ العنبر الأول في تزممارت لهم جدولاً يومياً كان من شأنه أن يخفف من قسوة السجن, قراءات ومراجعات للقرآن وطدت صلتهم بالله , يحكي المرزوقي عن أثرها بقوله : ( لولا إيماننا المطلق بالله وخوفنا من عذابه لانسقنا كلياً مع فكرة الانتحار التي كانت تعشش في أذهاننا مع بداية كل ليلة ليلاء, ملوحةً لنا بالخلاص الأبدي من عتو الطبيعة وطغيان الإنسان).
– أول سورة قرآنية حفظها السجناء كانت سورة ياسين ونذر بعض السجناء العزاب أن يسموا أبنائهم ياسين إن أطلق الله سراحهم وتزوجوا, يذكر المرزوقي أثناء كتابته للرواية أن الله حقق الرجاء فـ ( نحن اليوم أربعة أصدقاء بأربعة ياسين )! .
– المضحك/المبكي أن السجين يبتكر طرقاً للترويح عن نفسه, ابتكر السجناء في تزممارت طريقة للعب الشطرنج عن بعد وبالصوت يتم تحديد كل خطوة في اللعبة 🙂
– صادف خروجهم من المعتقل سماعهم لآذان المغرب فيصف المرزوقي هذه اللحظة : (فعلاً,الله أكبر, الله أكبر تكبيراً لاحد له ولاعد ولابداية ولانهاية.. فأي كبير أكبر من هذا العظيم الرحيم الذي فتح علينا هذه القبور الباردة المنسية بعدما أريد لنا أن نسام فيها محنة لايُقضى علينا فيها فنموت ولايخفف عنا من عذابها شيئاً).
ملاحظات :
· – تعرفت على الرواية بعد مشاهدة سابقة لحلقات شاهد على العصر مع المرزوقي والتي حكى فيها تفاصيل اعتقاله وهنا رابط الحلقة الأولى
– لأن المؤلف يستدعي تجربة أعوام طويلة , سنلاحظ تكرار في بعض التفاصيل.
ﻗﺮﺍءﺓ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ
ﻫﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻧﺴﺨﺔ pdf ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺭﺍﺑﻂ ﺃﺳﻌﺪﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ
ﻭﺗﺤﺖ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ
ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﻮﺍﻳﻦ ﺗﻨﺼﺤﻮﻥ ﺑﻬﺎ
ﻗﺮﺃﺕ: ﺯﻣﻦ ﻟﻠﺴﺠﻦ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ
http://majed.daftaree.com/2011-11-06-722-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9+%D9%84%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%86%D9%80
ﻭ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻗﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲءﹲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ 32 ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻃﻴﺐ
ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺫﻛﺮﻩ
حيّاك الله أخي ماجد
نعم لها نسخة pdf وهي النسخة التي قرأت منها موجودة على الرابط التالي
http://www.4shared.com/document/XUHFYHjw/____10.htm
مايتعلق بأدب السجون سبق وقرأت: تلك العتمة الباهرة للطاهر بن جلون , السجينة لمليكة أوفقير وكلا الروايتان تتعلقان بالوضع في المغرب
سمعت كثيراً عن السجين 32 وبمشيئة الله تتسنى لي فرصة قراءاتها , اطلعت على عرضك ويبدو لي الإصدار يستحق القراءة , شكراً لك.