كتاب : الفقيه الفضائي/ تحول الخطاب الديني من المنبر إلى الشاشة.
المؤلف: عبدالله الغذامي.
الناشر:المركز الثقافي العربي.
عدد الصفحات:208.
الطبعة: الأولى 2011.
يتكون الكتاب من سبعة فصول , وفي مقدمته يذكر المؤلف رأي أحمد بن حنبل في نعت الاختلاف بــ السعة , نافياً من خلالها الآراء التي تصف الفقه الإسلامي بالتشدد أو أحادية الفكر.
الفصل الأول : الفقيه الفضائي
يناقش في هذا الفصل الجدل الدائر بين الاجتهاد والتقليد والمسافة الفاصلة بينهما, ويميل إلى رأي الشاطبي الداعي إلى أن العامي مكلف بالاجتهاد , وأن قول الفقيه بالنسبة للعامي هو مثل الدليل بالنسبة للفقيه وعلى العامي الأخذ بقاعدة الترجيح.
كما تحدث عن تغيّر الفتوى بناء على ثنائية الزمان/المكان وتعاطي الإنسان مع هذا التغيير مستعرضاً نماذج لتغيّر الفتوى.وذكر المؤلف أن مايميز الفقيه الفضائي عن غيره تعدد نطاق جمهوره بين 3 فئات هي :الجمهور المحلي, الجمهور المهاجر, والآخر الذي تتيح الفضائيات وصول الخطاب إليه.
الفصل الثاني: الفتوى رأي الدين أم رأي في الدين
يعزو المؤلف سبب تنامي الجدل بين تصنيف الفتوى كرأي الدين أو رأي فيه إلى زمن الفضائيات وحضور الفقيه الفضائي بقوة, ويصف الاختلاف بين المعنيين بقوله : (لكننا إذا نظرنا في اختلاف العلماء, وفي تعدد آرائهم حتى داخل المذهب الواحد, ورأينا أن الإمام نفسه يقدم فتاوى متعددة على فترات من حياته, ثم رأيناه يبدل رأيه, ثم استدركنا على أنفسنا وقلنا إن تعدد الفتاوى وقع أصلاً لعدم وجود قول رباني أو حديث نبوي يقطع في الحكم, إذا قلنا هذا ونحن في مبحث مسألة تعددت فيها الآراء فإننا حتماً سنجد أنفسنا في حرج كبير لو زعمنا أن أحد هذه الآراء المتعددة هو (رأي الدين!) ).
وفي ختام هذا الفصل يشدد المؤلف على كون الفتوى معنى بشري متعدد ومتغير, وبأنها وجهة نظر تتأثر ظرفياً وعلمياً وعقلياً وشعورياً, وتصيبها الثغرات مثلها مثل أي فعل بشري آخر.
الفصل الثالث : الاجتهاد والاختلاف
يربط في هذا الفصل بين الاجتهاد وبين استمرارية برامج الفتوى الفضائية لأن ( الفقيه الذي لايجعل الاجتهاد أساساً جوهرياً في خطابه سيتحول برنامجه إلى صورة جامدة صماء بكماء).
فوظيفة الفقيه الفضائي حسب رأي المؤلف تقوم على مقولتين هما مقولة الاجتهاد والاختلاف.
يفرّق بين مدرستي الفقيه الأرضي والفقيه الفضائي ففي حين ترى المدرسة الأولى أن الحل الأمثل لفساد العصر يقتضي بتحصن الذات وتجنب العصر والعيش خارجه وأن أي مهادنة ستؤدي إلى مزيد من الفساد , ترى المدرسة الثانية من واجب الإنسان الفقيه هو أن يأخذ مهمة حماية روح الإسلام بنفسه عبر اقتحام معركة الفكر والثقافة.
الفصل الرابع: حجب الفتوى
يلخص المؤلف الإشكالات المترتبة عن حجب الفتوى أو تقنينها في النقاط التالية:
أ-تجعل كلام المفتي بمثابة رأي الدين وليس رأياً (في)الدين.
ب-تقنين الفتوى يلغي فكرة الاجتهاد.
جـ-يلغي نظرية الاختلاف, ويضيق ماسماه الإمام أحمد بالسعة.
د- تقنين الفتوى يلغي مقولة الترجيح التي طرحها الشاطبي والتي يرى من خلالها وجوب الاجتهاد على العامي.
هـ – تقنين الفتوى يخلق سلطوية فئوية احتكارية وقمعية.
الفصل الخامس: الوسطية
يذكر الغذامي أن الوسطية تعتبر من أبرز المصطلحات المتواترة في هذا الزمن , بين مدعيها ومنتسب إليها, ولكونها أمر متفق عليه عند سائر الأطراف فهي تقوم بدور وجداني لذا يتم التفاخر بها .
يصفها بقوله : ( تتفق دعوى الوسطية والوسط المعتدل مع ثقافة العصر حيث نراها مطلباً جماهيرياً يلح في النداء والتمني كخلاص معرفي وأخلاقي يجنب الناس مغبات الغلو والتطرف).
كما يتحدث في هذا الفصل عن مقولة فتح الذرائع للشيخ سلمان العودة, وكون اتباع منهجية فتح الذرائع استجابة لشرط المقاصد الفقهية وهي تمنح الفقيه قدرة على التوافق مع متطلبات جمهوره.
الفصل السادس: الاختلاف السالب (فقه الصورة)
يستعرض المؤلف عدة حوادث كانت الصورة فيها حاضرة وذات دلالات مؤثرة, ولأن هذا الزمن هو عصر الصورة أو فقه الصورة ( يتخذ الشكل والحركة كعلامتين للتعريف والبوح كما تكون اللغة بأفصح وأظهر صيغها). ويتحدث عن تجارب المهاجرين العرب وقضايا الاندماج والهوية والمخاوف من اندماج كامل يلغي الهوية وبين انعزال يؤدي إلى تكتل سلبي . كما تحدث عن صورة العرب والمسلمين في ذهنية الآخر .
الفصل السابع: الاختلاف الساخن
يتحدث عن الخلاف الشيعي السني الذي أصبح حاضراً بأعمق مايكون في زمن انفتاح الفضاء ويتحدث عن الحكمة في التعاطي مع هذا الاختلاف وفق ثلاثية:التقارب/التعايش/المواطنة.
ويطلق الغذامي وصف الحكماء على مجموعة من العلماء آثروا الابتعاد عن لغة التهييج ودعوا إلى تبني نظرية المواطنة.
ملاحظات
- تقييمي للكتاب 4 من 5.
- يستشهد الكاتب بتجربة كل من الشيخين يوسف القرضاوي وسلمان العودة في كونهم نماذج للفقيه الفضائي.
اقتباسات
– تكتسب الأفكار قوة إضافية كلما تعاقب عليها الزمن من جهة وتواتر القول بها من جهة ثانية.
– لااجتهاد من دون اختلاف من حيث البداية, ولايمكن للاجتهاد إلا أن يورث الاختلاف أيضاً.
– الوطن البديل مكان انتظار لقطار يمر كل لحظة لا ليتوقف ولكن ليعصف بالريح من شدة سرعته!.