بيكاسو وستاربكس

كتاب : بيكاسو وستاربكس.

المؤلف: ياسر حارب.

الطبعة: الرابعة أغسطس 2011

الناشر: دار مدارك للنشر

عدد الصفحات : 177 صفحة

يتضمن الكتاب مجموعة مقالات( 31 مقالة) متنوعة ( أدبية/اجتماعية) ضمن إطار عام يكرس الثقافة الإيجابية من جهة وينقد الظواهر السلبية التي تحول دون تطبيق هذه الإيجابيات من جهة أخرى

عناوين المقالات تحمل رسالة بحد ذاتها , تتصدر مقالة ( أنا أتألم إذاً أنا موجود ) الكتاب , ليمرر الكاتب من خلالها فكرة مفادها أن بعض الأمور قد تستتر بغطاء سلبي يخدع الناظرين ولايثني عزيمة المتفائلين.

لايشعر المبدعين بالأمان المعرفي في المجتمعات التي غالب أفرادها من (النمطيون), أؤلئك الذين يغدو التكرار شعارهم الأوحد, وربما دفعوا غيرهم لارتداء أقنعة نمطية مخافة أن يوصموا بالتفرد والتحليق خارج السرب!

يتساءل الكاتب ( لماذا يكره الإنسان نفسه ؟ ) ليستحثنا على التفتيش عن الجواب , الذي يدفع باتجاه المصالحة مع النفس لأنها (هي الوطن الذي نحمله معنا ولايغادرنا إلا عندما نغادره).

ولأن التساؤل صفة إنسانية , يتكرر في مقالة( هل خياراتنا حقيقية ؟ ) , فنحن نختار ماهو مفروض , وطالما لم تُتح لنا فرصة الاختيار ابتداءً فغالب ماحولنا من اختيارات معروضة من قبيل مانُكره عليه لا مانختاره!.

يتسامى المرء بمعية الإيمان , وفي ( لماذا يرحلون إلى مكة ) جرعات من التأمل في رحلة روحانية , يكتب عن مشاعر من تتوق أنفسهم شوقاً لمعانقة طهر المكان / الزمان .

–  وعن البيئات التي تحتضن المبدعين كان ( النور والمطر ) , ثمة علاقة طردية بين احتضان المواهب في مجتمعٍ ما وبين تفوقه حضارياً , فيقول ( المبدعون لايبهروننا فقط, ولكنهم يمنحونا الأمل ويجددون الطاقات المكبوتة بداخلنا, فهم الشموع التي تبدد الظلام ولاتلعنه. إنهم كقوس قزح الذي تتلألأ ألوانه عندما يتحد النور مع المطر, فالنور هو المجتمع, والمطر هو الحرية, والمبدع الحقيقي هو الذي لايعتريه الخوف أو التردد, فأسوأ أنواع الخوف هو خوف الإنسان من ذاته).

–  يقرن بين( الحب والهدية ) فما الهدية سوى تجسيد للحب , وبالهدية يتجدد وتُختزل معانيه .

–  ( ماذا لو اختفت الدائرة ) كم أعجبني إنصاف المستديرة من قبل الكاتب , وتيقنت أن غيري يؤمن بالظلم الواقع عليها 🙂 , فلقد كتبت يوماً عنها : كم أشفق على هذه الدوائر , اختزلوها في ثنائية ( المنغلق/ اللامحدد) , وماعلموا أننا نستدعيها حينما نقفز من عتبة مشاكلنا , لتعلن من خلال دورانها/اتساعها” أن مامن وضع ثابت , وأن في هذا الكون متسع لآمالنا!. وتتضمن المقالة قراءة إيجابية لتفاصيل الدائرة.

ملاحظات :

تقييمي للكتاب 4 من 5 , ملاحظتي الوحيدة وجود تكرار بين أفكار بعض المقالات مثل ( العبيد الجدد, مسكين …لايعلم أنه قد مات) .

لمن لايهوى القراءة بإمكانه الاستمتاع بمشاهدة حلقات برنامج ما قلّ ودل للكاتب ياسر حارب , فبعض الحلقات مستوحاة من مقالات الكتاب وهنا  روابط الحلقات  .

اقتباسات:

– الألم أستاذ فذّ ، يخبرنا عن أنفسنا ويكشف لنا ما بطن من أسرارها ومااحتجب منها عنا.

– العقول ساحات حربٍ خصبة للأفكار، وكلما تعاركت الأفكار في داخل الإنسان، كلما عمَّ السلام خارجه.

– تبدو الكعبة عن قرب وكأنها أم حنون،تقرأ على أبنائها الذين وفدوا إليها من كل فجّ عميق آيات من القرآن الكريم كل ليلة لترقيهم وتنقيهم.

– قد تكون الدائرة فوهة بندقية وقد تكون طوق نجاة.

– إن الحرية لاتهبط إلى مستوى الشعوب، بل على الشعوب أن ترتقي إلى الحرية.

– يعيش الإنسان على قدر حلمه بغض النظر عن حقيقته.

– عندما نتأمل نعجز عن أن نكره, ولانفتأ نترع الحياة حباّ وجمالاً.

– ليس المهم أن يكون رأس المرء أبيض ليتحدث عن تجاربه, ولكن الأهم هو أن يحمل شغفاً للتعلم وحب التجربة.

– البسطاء لاينظرون إلى الأشياء من حولهم نظرة المتملك , ولكنهم ينظرون إليها بنظرة المستمتع.

 

هذه المقالة كُتبت ضمن التصنيف حياةُ أخرى. الوسوم: , , . أضف الرابط الدائم إلى المفضّلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.