كتاب : رحلتي الطويلة من أجل الحرية
المؤلف : نلسون مانديلا
عدد الصفحات : 594
الناشر : مكتبة العبيكان
النضال, الأمل , الإصرار , مفردات توجز سيرة نلسون مانديلا من المعتقل إلى سدة الحكم, سوداوية الواقع لم تكن لتثنيه عن المطالبة بمايؤمن به من إقامة وطن للجميع تتلاشى فيه الفروق العنصرية التي ظلت جنوب أفريقيا واقعة تحت وطأتها سنواتٍ عدة.
يمثل الكتاب سيرة ذاتية لمانديلا زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي, ويتألف من (11) فصلاً
الفصل الأول : طفولة في الريف
الفصل الثاني : جوهانسبيرج
الفصل الثالث : ميلاد مناضل من أجل الحرية
الفصل الرابع : النضال حياتي
الفصل الخامس : خيانة عظمى
الفصل السادس : زهرة الربيع السوداء
الفصل السابع: ريفونيا
الفصل الثامن : جزيرة روبن- السنوات الحالكة
الفصل التاسع : جزيرة روبن – بداية الأمل
الفصل العاشر : حوار مع العدو
الفصل الحادي عشر : الحرية
لمحات من الكتاب :-
– حديث مانديلا عن طفولته الريفية مشبع بالحنين , للتقاليد والأعراف سطوتها آنذاك, والنظام القبلي المتعامل به له قوانين تحكم أفراد القبيلة, عمل والده كمستشار للملك كان يوفر له ميزات إضافية, إلا إنه بسبب تمرد والده ومخالفته للأوامر جُرد من ثروته ولقبه , في قرية قونو كانت أسعد سنوات صباه رغم شظف العيش , وفاة والده وهو في التاسعة من العمر كان حدثاً مفصلياً غيّر حياته وماأعقبه من أحداث تمثلت في تبني أحد الزعماء تربيته ومعاملته كأبناءه كردّ دين لجميل والده , نبوغه العلمي كان مُلاحظاً وتدرج في التعليم حتى التحق في كلية هيلدتاون , ورث مانديلا عن والده التمرد فكان التمرد الأول على أعراف القبيلة ورفضه الزواج من الفتاة التي تم اختيارها له من قبل الزعيم.
– الرحلة إلى جوهانسبيرج “مدينة الأحلام كما تسمى آنذاك” كانت محفوفة بالمخاطر لاسيما في ظل مطاردة الزعيم له لإعادته, جميع أبواب العمل التي طرقها مع صديقه كانت مقفله بإيعاز من الزعيم ابتداءً من منجم الذهب ومروراً بمهن أخرى , ثم استقرّ به الحال إلى العمل في مكتب محاماة متدرباً مع متابعته للدراسة, ومن المكتب بدأ التعرف على الأجواء السياسية .
– يتحدث عن بداية نضاله بقوله (لم تظهر أمامي علامة في السماء ولم أتلق وحياً ولم ألهم الحقيقة في لحظة معينة ولكنها آلاف الإستخفافات وآلاف الإهانات وآلاف اللحظات المنسية تجمعت لتثير في نفسي ذلك الغضب وروح التمرد والرغبة في مناهضة النظام الذي عزل قومي واستعبدهم).وكان العمل في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لإنه بحسب رأيه هو التنظيم الذي يمكن أن يلجأ في كنفه جميع الأفريقين دون استثناء .
– الإضراب كان وسيلة من وسائل الاحتجاج على قرارات الحكومة العنصرية, وعن أثر هذه الوسائل يذكر مانديلا أنها تحرره من كل ماتبقى في نفسه من شكوك أو شعور بالنقص.
– تتصاعد وتيرة الأحداث لتتضاعف مسؤوليات مانديلا بين عمله الذي يمثل مصدر رزقه من جهة وبين منصبه في الحزب من جهة أخرى , فكانت تبعات النضال بدايةً تتمثل في حظره من حضور الاجتماعات بكل أنواعها ويتحدث عن هذه اللحظات قائلاً : ( الحظر لايكبل المرء بدنياً ولكنه يحجز على روحه وأفكاره , ويولد لديه شعوراً بالضيق النفسي لايجعله يحنّ لحرية الحركة البدنية فحسب بل إلى الحرية الروحية كذلك ) , أشتهر بأفكاره التي ساهمت في ترسيخ مباديء الحزب ومن أهمها “خطة مانديلا”التي تهدف إلى توفير العناصر اللازمة ليواصل الحزب العمل كتنظيم محظور, وحتى في لحظات اعتقاله في جزيرة روبن والحكم عليه بالمؤبد لم يفقد الأمل وكان يعمل وكأن الخروج كان وشيكاً , وبالفعل كان المعتقل بوابة الحرية له ولجنوب أفريقيا.
– من المفارقات المضحكة/الغريبة , في جنوب أفريقيا أثناء الحكم العنصري كان السكان يصنفون بحسب ألوانهم وتبعاً لذلك تختلف امتيازاتهم،وحينما يصنف أحدهم بطريقة خاطئة, فإن مصيره يتحدد بقرار من أحد القضاة بعد تفرس البناء الجسمي لكتفيه، لأن انحدار الكتفين من الصفات التي تميّز بها السلطات الملونين 🙂
ملاحظات :-
– بدأت بقراءة الكتاب قبل عامين وتركته دون إكماله لدواعي التسويف , وبعد عودتي لقراءته أدركت كم فرطت بتركه كل هذه المدة , لذا جاري التنقيب عن كل الكتب غير المقروءة في المكتبة
– تقييمي للكتاب 5/5
– اقتباسات الكتاب في تدوينة مستقلة هنا