الكتاب : العرب وجهة نظر يابانية
المؤلف: نوبوأكي نوتوهارا
عدد الصفحات في النسخة الالكترونية: 144صفحة
المؤلف الذي ينقل رؤيته الخاصة كان قد درس اللغة العربية وعلومها في الجامعات اليابانية والعربية ومن ثم تخصص في ترجمة الروايات العربية إلى اللغة اليابانية مما أكسبه فرصة الانتقال للعالم العربي للاقتراب أكثر ويتعايش معهم ليكتسب مفردات اللغة , يذكر في مقدمته ( تجربتي تقودني إلى هذا الكتاب وعلاقتي الحميمة مع الشخصية العربية تشجعني).
يتحدث في كتابه عن عدة أمور منها …
غياب العدالة الاجتماعية :
يشدد المؤلف على هذه القيمة كثيراً لكونها المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه الناس. يتحدث عن تبعات غياب العدالة الاجتماعية في العالم العربي كـ ( القمع , غياب الحريات ) وكلها آثار لمسها في الشارع العربي , ومن طريف ماذكر : ( عندنا في اليابان نقول عندما لانستطيع أن نتكلم بحرية عندما أفتح فمي فإن هواء الخريف ينقل البرد إلى شفتي والعربي عندما لايستطيع أن يصرح بما في نفسه عليه أن يقول تحت لساني جمرة ).
يذكر آثار القمع على الطبقة المثقفة ومن ضمن هذه الآثار الشعور باللاجدوى وعدم إمكانية التغيير.يقارن بين الطريقة التي واجه بها اليابانيون القمع أبان سيطرة العسكريون والمسار التصحيحي الذي اتخذوه فيما بعد وبين السلبية التي يتعامل معها العرب ازاء القمع الواقع عليهم ( ربما قبل ربيع الثورات العربية 🙂 )
ثقافة الأنا وثقافة الآخر :
في هذا القسم ينقل تجربته مع ثقافة الآخر (البدو والطوارق)بوصفها تجربة أضافت له الكثير لاسيما أنه ينطلق من رؤية مفادها أن على الجميع أن يرى المجتمعات الأخرى كما هي وأن يقبلها كما هي عليه وأن على الجميع أن يكون لديهم الوعي الكافي بأن الآخرين يعيشون في مجتمعات مثل مجتمعنا يتحدث باستفاضة عن حياة البدو والشخصية البدوية عن العادات والتقاليد وفلسفة الأمثال البدوية مستشهداً بتجربة الكاتب الليبي ابراهيم الكوني.
كارثة القمع وبلوى عدم الشعور بالمسؤولية:
يذكر المؤلف حوادث واقعية صغيرة ولكنها كافية بالنسبة لمن يرى من الخارج
من ماذكره المؤلف : ( لقد اجتزنا مسافة طويلة على طريق الحياة ومازلنا نعمل بدأب لكي نتحرر من رواسب القمع التي ورثناها عن ماضينا ولكي نتحرر من الأشكال القمعية الجديدة التي ترافق التطور الصناعي).
قد يكون هذا القسم مخجل للقاريء العربي 🙁 حينما يذكر فيه نماذج سلبية صادفها, ومن الخطأ إسقاطها على الجميع لكن بالتأكيد لهذه الحالات دوافعها كما ذكر المؤلف.يتحدث عن التجربة اليابانية في إحلال الديمقراطية والمساواة أمام القانون.يذكر وضع الطفولة في العالم العربي ويصنفها تحت قمع الأطفال في البلاد العربية ويتحدث عن سلسلة القمع بدءّا من سلطة الأب في المنزل إلى سلطة المعلم في المدرسة حتى يألف الطفل القمع كجزء من وجوده.
ويتساءل عن دور الكاتب الحقيقي في معالجة هذه المشكلات وعن دوره المنتظر ليكون صاحب موقف وأن يكون في صف شعبه وصوتاً للحرية ضد القمع بكافة أشكاله
أما الجزء المتعلق بالدين فلم يفلح المؤلف في طرحه خاصة أنه كثيراً ماردد أنه لايملك المعلومات الكافية وبالتالي غدا طرحه غير منصف ويعذر لجهله
ومن الإيجابيات التي سلط عليها المؤلف الضوء الضيافة والكرم لدى العرب ويعترف أنه لايمكن بأي حال أن توجد نماذج في اليابان تعلي من هذه القيم.
القضية الفلسطينية :
هذا الجزء قد يكون أهم مافي الكتاب , يتحدث المؤلف عن القضية الفلسطينية وكيف تم تغييبها عن العالم الآخر حتى استطاع غسان كنفاني ورفاقه من الأدباء نقل صور المعاناة بلغة أدبية استطاعت أن تصل بصدقها إلى الآخرين , عكف المؤلف على ترجمة إصدارت كنفاني ولايخفي إعجابه بكتاباته ,مما قاله في هذا القسم ” هناك جرائم لانتحمل مسؤوليتها مباشرة, أي لم نشارك فيها, ولكن لابد أن نتحمل مسؤوليتها)وبعد حديثه المستفيض عن تجربة كل من كنفاني ودرويش في كونهما سفراء للقضية الفلسطينية يقرّ بقوله : ( لابد أن أعترف بأن اللغة اليابانية ليس فيها كلمة بمعنى كلمة الوطن العربية )
في نهاية الكتاب يفرد الحديث عن عبداللطيف اللعبي في كونه صاحب تجربة عانت من القمع ليوصل أطروحاته كما يدين بالفضل ليوسف أدريس في معرفة مصر كما يجب.
ويختتم الكتاب بملحق عبارة عن لقاء سابق معه تتكشف من خلاله رؤية المؤلف حول قضايا عدة تتعلق بالعالم العربي
http://www.4shared.com/document/fGI2YLjv/_______.html
رابط تحميل الكتاب
مرحباً فاطمة
شاكرة لك إضافتك من أجل تيسير قراءة الكتاب.